جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

سميرة موسى.. دفعت حياتها مقابل حلم عربي لم تحققه

السبت 03 مارس 2012 | 11:52 صباحاً
القاهرة - آية عبد العزيز
944
سميرة موسى.. دفعت حياتها مقابل حلم عربي لم تحققه

يحتفل العالم العربي اليوم بالذكرى الـ95 لميلاد العالمة المصرية الراحلة سميرة موسى التي قدمت حياتها حباً في مصريتها وعروبتها.

سميرة وُلدت في 3 مارس 1917 في قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى بمحافظة الغربية، لأب كان يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء قريته، حتى أن منزله كان ملتقى للحديث في شتى المجالات السياسية والاجتماعية، مما ساعد على نشأتها نشأه علمية متفتحة.

الطفلة سميرة تعلمت منذ الصغر القراءة والكتابة، وأتمت حفظ القرآن الكريم، وكانت لديها ذاكرة فوتوغرافية تمكنها من حفظ أي شئ بمجرد قراءته، إذ أنها كانت مولعة بالقراءة، ولذلك قرر والدها الانتقال للقاهرة ليساعد ابنته النابغة على إكمال مشوارها العلمي.

موسى أثبتت تفوقها منذ سنوات دراستها الأولى، حيث حصدت الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935، وعلى الرغم من حصولها على مجموع يؤهلها دخول كلية الهندسة، اختارت سميرة الالتحاق بكلية العلوم جامعة القاهرة.

الإنفراد الذي حققته سميرة موسى هو تعيينها كأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حالياً، وذلك بفضل جهود أستاذها العالم المصري الراحل مصطفى مشرفة الذي لمح في سميرة نبوغ حارب لأجله احتجاجات الأساتذة الأجانب «الإنجليز» الرافضين لتعينها.

الحرب الخفية بدأت ضد د.سميرة موسى عقب حصولها على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، إذ توصلت لمعادلة هامة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، وهي المعادلة التي لم تلق قبولاً في العالم الغربي آنذاك.

حلم سميرة موسى بامتلاك مصر والعالم العربي للسلاح النووي كان إيماناً منها بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، إذ كانت ترى أن أي دولة تتبنى فكرة السلام   لابد وأن تتحدث من موقف قوة.

سعي سميرة وراء تمكين العرب من امتلاك السلاح النووي زاد بعد إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948، إذ قامت بإنشاء هيئة الطاقة الذرية بعدها بثلاثة أشهر فقط، كما حرصت على إيفاد بعثات متخصصة في علوم الذرة.

أول عالمة ذرة مصرية كانت تحلم بتسخير الذرة لخير وعلاج الإنسان، ومن أقوالها: « أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين»، ورغم سفرها للدراسة في بريطانيا ثم أمريكا، إلا أنها لم تنبهر ببريق أكبر جامعات العالم.

وفي إحدى سفرياتها لأمريكا عام 1952، حيث أتيحت لها الفرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت العديد من الدعوات للبقاء في أمريكا، ولكنها رفضتها بشكل نهائي الأمر الذي جعلها محط أنظار واهتمام من الوسط العلمي الغربي، وأثار خوف إسرائيل من قدرتها على المساهمة في امتلاك مصر للسلاح النووي بالفعل.

وقبل عودتها لأرض الوطن بأيام استجابت سميرة لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي الطريق ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، بينما قفز سائق السيارة - زميلها الهندي في الجامعة -الذي يقوم بالتحضير للدكتوراه والذي- اختفى بعد ذلك إلى الأبد.

حادثة العالمة المصرية لا تزال غامضة، ولم يتم الكشف عن ملابساتها، إذ أوضحت التحريات حينها أن السائق كان يحمل اسمًا مستعاراً، وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها.

وفي إحدى رسائلها لوالدها كتبت سميرة:« لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة»، الأمر الذي جعل محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها يعلق بأن كلمة «حاجات كثيرة» كانت تعني بها قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلي ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات، ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.

وفي رسالة أخرى كتبت: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا، وعندما أعود  إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام»، لذلك أتهم المراقبون الموساد الإسرائيلي باغتيال د.سميرة موسى للقضاء على حلمها في نقل العلم النووي إلى مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة.