جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أشجع قرار اتخذه محمود مرسي في حياته

الثلاثاء 24 ابريل 2012 | 03:13 مساءً
القاهرة - Gololy
2065
أشجع قرار اتخذه محمود مرسي في حياته

نظراته، وأستاذيته، وملامحه، وأدائه المميز، صفات تركت صورة ذهنية معينة عن الممثل المصري الراحل محمود مرسي عند المشاهد العربي، وهي أنه أمام موهبة فذة لرجل ذات شخصية قوية، ولكن وبشهادة المقربين له، كان الراحل خجولاً، ورقيقاً، وانطوائياً!.

حياة محمود مرسي محمد الذي وُلد في 7 يونيو1923 الصعبة في صغره، أثرت على نشأته، إذ ألحقه والده بالمدرسة الإيطالية الثانوية بالإسكندرية قسم داخلي، ولم تكن له علاقة بالعالم الخارجي، إلا من خلال والدته التي انفصلت عن والده، وكانت تزوره فقط يومي الخميس والأحد.

هذا إلى جانب نظرات عقدة «الفاشية»، والعنصرية التي لازمت نظرات أساتذته الإيطاليين، مما كان له أثر في تشكيل فنان ذات طبيعة خاصة، دفعته بعد تخرجه لدراسة الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وبعد تخرجه عمل كمدرس، إلا أنه قرر الاستقالة، وسافر إلى فرنسا ليدرس هناك الإخراج السينمائي في معهد «الإيديك».

عتريس السينما المصرية انتهت أمواله في فرنسا بعد أن أمضى هناك 5 سنوات، فقرر العمل، وبالفعل حصل على وظيفة مذيع في القسم العربي بالإذاعة الفرنسية، وما كاد يستقر بها، وينظم وقته بين العمل والدراسة، حتى فوجئ أن عليه أن يغادر «باريس» مطروداً!.

محمود غادر فرنسا بقرار السلطات الفرنسية التي قررت الانتقام لقرار الرئيس المصري الراحل عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس، وطرد الخبراء الفرنسيين، بقرار مماثل يطرد المصريين من «فرنسا»، فغادرها حاملاً في عقله الفكر والعلم الفرنسي، وبين ضلوعه وأحشائه جرح الطرد والعنصرية، وحب الوطن.

لندن كانت المحطة التي استقبلت الممثل القدير بعدها، وهناك ألتحق بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وبعد سبعة شهور من تعيينه بمساعدة صديقه القديم زكي العشماوي الذي كان قد سبقه إليها، يجد نفسه ثانية يحزم حقائبه، ويعود إلى «القاهرة»، ولكن هذه المرة مرفوع الرأس.

زوج سيدة المسرح العربي سميحة أيوب قرر بنفسه الاستقالة من BBC، والعودة لأرض الوطن، بعد أن قادت بريطانيا العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 على إثر قرار تأميم  قناة السويس، إذ منعته أخلاقه ووطنيته من الاستمرار في العيش بالدولة التي أرادت تدمير بلده، وتقتل بقذائفها أهله في مصر.

الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أراد مكافأة مرسي على موقفه الوطني، وقراره الشجاع، فقرر تعيينه مخرج ومذيع في البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية، وفيها قدم برامج فنية وثقافية بمستوى عالمي عمل فيها على الارتقاء بذوق المستمعين.

المخرج العالمي يوسف شاهين لمس موهبة محمود مرسي الفنية في شكله، وصوته، وملامحه، فأراد أن يظهر ذلك للمشاهد من خلال الكاميرا الخاصة به، وبالفعل عرض عليه الاشتراك في فيلم «باب الحديد» عام 1957، ولكنه رفض، بسبب ضعف الأجر الذي عرضه عليه شاهين، وكان وقتها 50 جنيهاً فقط.

في مطلع الستينات سافر مرسي إلى إيطاليا، في بعثة قصيرة لدراسة الإخراج التليفزيوني، وبعدها عاد إلى مصر، ليعمل مدرساً في معهدي السينما والفنون المسرحية، إلى جانب استمراره في عمله كمخرج، حتى شعر بأنه أصبح مؤهلاً بخبراته لمنافسة كبار النجوم على الشاشة.

فيلم «أنا الهارب» لنيازي مصطفى عام 1963 كان أول أفلام محمود مرسي السينمائية، وفيه تقاضى أجر 300 جنيهاً، وجسد فيه دور شرير أذهل به الصحفيين والنقاد الذين أشادوا بأدائه، واعتبروه نموذجاً للفنان الأستاذ.

انطلاقات محمود مرسي الفنية توالت سريعاً، إذ شارك كبار نجوم زمن الفن الجميل في أعمال سارت علامات في تاريخ السينما المصري، وإن ظل دور «عتريس» في فيلم «شئ من الخوف» الأشهر في حياة الفنان الراحل، نظراً لكاست العمل بكامله من مؤلف وأبطال، وموسيقى، وأشعار، بالإضافة للإسقاطات السياسية الواضحة التي تضمنها الفيلم.

من أبرز أعمال الممثل الأستاذ الذي تمر عليه اليوم الذكرى الثامنة لوفاته التي كانت في 24 أبريل عام 2004؛ أفلام «الخائنة»، «زوجتي والكلب»، «السمان والخريف»، مسلسلات «العائلة»، «بنات أفكاري»، «بين القصرين»، «زينب والعرش».