جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

ما بين حياة الترف.. ومطالب باعتقاله.. هكذا يعيش الساعدي القذافي في النيجر

الجمعة 06 يوليو 2012 | 05:56 مساءً
القاهرة - Gololy
500
ما بين حياة الترف.. ومطالب باعتقاله.. هكذا يعيش الساعدي القذافي في النيجر

تحاول السلطات الليبية جاهدة العمل على استعادة الساعدي القذافي، الابن الثالث للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قائدا القوات الليبية الخاصة أثناء فترة الحرب الأهلية، والذي فر إلى النيجر في شهر سبتمبر  الماضي، بعد أن تمكن الثوار من السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، لتقديمه إلى المحاكمة في الاتهامات الموجهة إليه بارتكابه جرائم حرب.

وقد أفادت مصادر من النيجر والولايات المتحدة، أنه قد تم وضع الساعدي، البالغ من العمر 39 عاما، رهن الإقامة الجبرية في إحدى دور الضيافة المملوكة لحكومة النيجر في مدينة نيامي، وفي حقيقة الأمر دار الضيافة هذه عبارة عن قصر شديد الترف ذي جدران عالية يقع في واحد من أكثر أحياء المدينة ثراء، بالقرب من السفارتين الأميركية والفرنسية، ومنذ وصوله إلى النيجر عاش الساعدي حياة طبيعية، حيث كان يتناول الطعام في المطاعم ويقوم بالرقص في الملاهي الليلية حتى الساعات الأولى من الصباح، عندما قام عامل الـ"دي جي" بتشغيل أغنية خاصة بقبيلة الطوارق، التي تمجد والده الراحل معمر القذافي، قفز الساعدي ومرافقوه من فوق كراسيهم وقاموا بالتصفيق على إيقاعات الأغنية، بحسب أقوال "جان  يفيس ريكو" ، مالك المطعم وبعدها بدأ الجميع في الرقص، كما أكده أيضاً أكد ملاك المطاعم والملاهي الليلية وعدد من الصحافيين المحليين.

وقد رفضت الحكومة في النيجر تسليم الساعدي القذافي إلى ليبيا، بدعوى أنه لن يحصل أبدا على محاكمة عادلة، وقد أدي هذا إلى زيادة التوتر مع النظام الجديد الحاكم في ليبيا، حيث يقول "مارو أمادو"، وزير العدل في النيجر: "لن نقبل هذا الطلب، لن نقوم أبدا بتسليم شخص يثق تماما في أنه سوف سيواجه حكما بالإعدام".

ويأتي رفض النيجر لأنها تدين بالكثير لمعمر القذافي، الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة هناك، فكما فعل مع الكثير من البلدان الأفريقية الأخرى، قام القذافي بضخ عشرات الملايين من الدولارات في شكل استثمارات ومساعدات إلى النيجر، حيث قام بتشييد المساجد، بما في ذلك المسجد الرئيسي في نيامي، والطرق، فضلا عن مبنى الجمعية الوطنية في النيجر، وأيضا فقد سمح القذافي لأكثر من 100,000 من مواطني النيجر بالعمل في ليبيا، حيث مثلت الحوالات النقدية التي كانوا يرسلونها إلى بلادهم مصدرا شديد الأهمية بالنسبة لملايين من المواطنين.

في الوقت نفسه توجد بعض الإشارات التي تدل على أن حكومة النيجر قد سئمت بالفعل من الساعدي، حيث تحتاج النيجر بشدة إلى الحفاظ على علاقاتها الطيبة مع ليبيا، على الأقل بسبب اعتماد الكثيرين في النيجر على الحوالات النقدية التي يرسلها إليهم أقرباؤهم العاملون في ليبيا، وتتزايد الآن أعداد مواطني النيجر الذين يعودون إلى ليبيا بحثا عن عمل، بعد أن فروا منها أثناء الحرب الأهلية التي دارت في البلاد، حيث أكد "مارو أمادو" وزير العدل في النيجر، أن وزارته دخلت في مناقشات مع نظيرتها الليبية، وأن بلاده سوف تقوم وبسرعة بتسليم الساعدي القذافي للمحكمة الجنائية الدولية إذا ما تم توجيه الاتهام إليه، مضيفاً: "حتى محاميه يريده أن يرحل عن النيجر، وحتى نحن نريده أن يغادر النيجر، حيث إننا لا نريد الدخول في مشكلات مع ليبيا".