بالصور.. Gololy يفتح ملف تجسيد الصحابة بعد أزمة «الفاروق عمر»
تجسيد الصحابة، أزمة ليست حديثة ولكنها تتجدد بين عام وآخر عندما يأتي مخرج ليعلن عن تقديمه مسلسل جديد يجسد فيه أحد الصحابة، وما أن يحدث ذلك حتى تنهال الفتاوى وتتوالى النقاشات عن تحريم التجسيد من عدمه، وتتزاحم معها دعوات المقاطعة.
مسلسل «الفاروق عمر»، الذي يظهر فيه الممثل ثامر إسماعيل بشخصية الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، والذي يعرض في شهر رمضان، أثار ضجة كبيرة فور الإعلان عنه، واختلفت معه الرؤى فهناك من يحرم الظهور بشكل قاطع، وهناك من يسمح به بشروط، وهناك من يجيزه بدعوى أن الصحابة في النهاية بشر.
منتجو مسلسل «الفاروق» قالوا إنهم حصلوا على فتاوى شرعية من علماء الأمة تبيح إنتاج المسلسل وتجسيد شخصيات الصحابة، وهؤلاء العلماء جاء على رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور سلمان العودة.
ولكن قضية تجسيد الصحابة ليست وليد اللحظة بل قام بها عدد من الفنانين منذ سنوات عديدة، ورغم أنها في كل مرة تواجه طوفان التحريم والاعتراض إلا أنه يبدو أن هذا الأمر في حد ذاته يجعل المخرجين يتهافتوا على تكرار التجربة والدخول في هذا الصراع.
البداية كانت مجرد محاولة للفنان المصري يوسف وهبي عندما حاول تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام في السينما بالتعاون مع المخرج وداد عرفي في عام 1926 وواجهته انتقادات شديدة من قبل علماء الأزهر الذين رفضوا ظهور الشخصيات المقدسة في السينما، فما كان منه إلا أن اعتذر علنيًا عن فكرته تحت الإكراه.
الضجة الثانية أثارها الفنان عبدالله غيث حينما جسد شخصية حمزة بن عبدالمطلب، رضي الله عنه، في فيلم الرسالة عام 1976 للمخرج السوري مصطفى العقاد، حيث تعرض الفيلم للمنع لسنوات حتى بعد أن أكد العقاد أنه حصل على موافقة لجنة الأزهر على السيناريو.
ورغم ذلك بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تم بيع 100 ألف نسخة من الفيلم للقنوات الأميركية وأجرت معهم إحدى المجلات حوارا لمعرفة سبب ذلك فقالوا إنهم أرادوا معرفة الإسلام فمنهم من اشترى كتب وآخرون اشتروا أفلاما.
النقد لم يمنع الفنان الأمريكي أنتوني كوين من النجاح في تجسيده شخصية حمزة بن عبدالمطلب في النسخة الإنجليزية لفيلم «الرسالة»، والذي قام بإخراجه المخرج العالمي مصطفى العقاد.
وفي عام 1953، قام الفنان المصري الراحل يحيى شاهين بتجسيد شخصية الصحابي بلال بن رباح في فيلم سينمائي تحت عنوان «بلال مؤذن الرسول»، ورغم كل شيء استطاع شاهين أن يحقق نجاحًا ملموسًا في تجسيد الشخصية بطريقة محفورة في أذهان المشاهدين إلى الآن.
وفي فيلم «ظهور الإسلام»، قام الفنان الراحل عماد حمدي بتجسيد الصحابي «عمار بن ياسر»، ورغم أن عمار ليس من العشر المبشرين بالجنة إلا أنه من الصحابة الهمام الذين كان لهم دور بارز في بداية ظهور الإسلام.
«القادسية» فيلم قام ببطولته الفنان المصري عزت العلايلي عام 1979، حيث جسد من خلاله شخصية الصحابي سعد بن أبي وقاص، ورغم أن الفيلم يعرض في العديد من الدول العربية منذ ما يقارب 25 عاما، إلا أن الرقابة على المصنفات الفنية في مصر ملتزمة بقرار الأزهر الصادر عام 1987 بشأن الفيلم، حيث أنه تعرض لواحد من العشر المبشرين بالجنة.
منع الرقابة على المصنفات الفنية الظهور العلني للرسول والصحابة أو حتى أحد الخلفاء الراشدين لم يمنع الفنان المصري نور الشريف عام 1995 من تجسيد خامس الخلفاء الراشدين وهو «عمر بن عبدالعزيز» في عمل تليفزيوني حاز على جماهيرية عريضة، إلا أنه لم يسلم كذلك من النقد وإن كان بسبب المعلوماتية وخطأ التأريخ.
«خالد بن الوليد» شخصية الصحابي الذي جسده الفنان السوري باسم ياخور، وأكبر اعتراض عليه وقتها كان ديانة باسم المسيحية، إلا أن الفنان ظهر وصرح بأن ديانته ساعدته كثيرًا على تجسيد الصحابي، لأنه قرأ كثيرًا عن الإسلام.
وفي نفس المسلسل جسد كذلك الفنان الكويتي خالد الأمين دور «عمرو بن العاص» الذي تولى مصر في العهد الراشد الأول.
أما الفنان السوري نضال نجم فقد جسد شخصية الصحابي «سعد بن أبي وقاص» في مسلسل «القعقاع»، والذي قال عنه إنه اكتشف الجوانب الخفية في حياة الصحابي الجليل الذي اشتهر بقدراته القيادية العسكرية، وخاصة رجاحة عقله وزهده في السلطة والخلافة.
الفنانة السورية جيني اسبر جسدت شخصية «أسماء بنت أبي بكر» في مسلسل «السيرة النبوية» للمخرج محمد الشيخ نجيب، ورغم أنه كان من المقرر أن تقوم الفنانة صابرين بتجسيد أسماء «رضي الله عنها»، بعد موافقة الأزهر إلا أن المسلسل لم يخرج للنور بعد.
وأخيرًا وليس آخرا ثامر إسماعيل، شاب سوري مسلم سُني، لم يسبق له التمثيل من قبل، اختاره المخرج حاتم علي ليجسد شخصية إسلامية تحظى بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين، «عمر بن الخطاب».
ومازال التساؤل يطرح نفسه هل سيتم تعميم التحريم على الكل وستصبح هذه الشخصيات محرمة على الفنانين، أم أن الأمر سيصبح أسهل وسنرى قريبًا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على الشاشة في صورة بشر.
