جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

من أجل الغُرزة.. فوزي الجزايرلي يخسر نقوده

الاثنين 08 أكتوبر 2012 | 01:15 صباحاً
القاهرة - آية صلاح الدين
1368
من أجل الغُرزة.. فوزي الجزايرلي يخسر نقوده

فارس من الزمن الجميل.. أحد «الفرسان الثلاثة».. وهو «المعلم بحبح».. و«الدكتور فرحات» إنه فوزي الجزايرلي، فنان مصري من جيل الرواد، لا يعرفه الكثير من اسمه وإنما صورته وحديثه المميز إحدى علامات فنه ،كون فوزي فرقة مسرحية مع ابنته «البدينة» إحسان الجزايرلي، ويرجع له الفضل في تقديم عمالقة الزمن الجميل، بفرقته المسرحية، وعلى رأسهم موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب»، حيث كان يغني خلال فترات الاستراحة بين فصول الروايات.

الجزايرلي لم ينل التكريم الذي يستحقه سواء أثناء حياته أو حتى بعد وفاته، فقد لاقى الكثير أثناء رحلاته المسرحية الجوالة بقرى ومحافظات مصر، لعرض أعماله الفنية، وفي إحدى المرات سافرت الفرقة كاملة، بأبطالها، ديكوراتها، ملابسها، من مديرية لأخرى بمركب شراعي كبير. حتى وصلت إلى إحدى المديريات، وأقيم الشادر المسرحي على ضفة النهر، وأُرسلت دفاتر التذاكر إلى سكرتير المديرية الذي طالب بالمزيد، والذي فيما يبدو أجبر العمداء على شراء التذاكر، بدليل حضور جماهير كثيفة، وحقق العرض نجاحاً باهراً.

وفي الصباح، طلب الجزايرلي ثمن التذاكر، فأخطره السكرتير أن النقود ستصله كاملةً غداً، وفى اليوم الثالث والأخير للعرض، لاحظ الجزايرلي أن «غُرزة» أقيمت بالقرب من الشادر، وقبل بدء العرض ووصول مدير المديرية والمأمور، داهم المخبرون الغُرزة وقبضوا على المتعاطين ومن بينهم بعض أفراد الفرقة، وبدت المؤامرة واضحة، فلقد تعمد السكرتير زرع هذه «الغُرزة» وهو يعلم مسار الأمور.

وبعد مفاوضات مجحفة، تم الاتفاق على عدم التشهير بالفرقة، في مقابل أن تغادر، بملابس العرض، فور الانتهاء منه، مع عدم السؤال عن حقوقهم، وبالفعل تم تنفيذ المطلوب، وتابع الجزايرلي، مسيرة أعضاء الفرقة، نحو المركب، وهو بعباءة «عطيل»، ومعه جنوده، وحراس القصر، ولكن ما عصر قلبه، هو منظر ابنته إحسان الجزايرلي، بقميص النوم وخشب «السقالة» المؤدية للمركب يئن تحتها، وهى تمسح عيونها وأنفها بمنديل «ديدمونة».