مرشدون سياحيون للطبيخ فقط

تقف مجموعة من الطاهيات الأجنبيات بين أهالي الحارة المصرية في منطقة أرض اللواء  لطهي الأكلات المصرية البسيطة على أغنيات أم كلثوم، الأمر الذي يجذب سكان المنطقة ليقفوا في البداية مندهشين، إلا أنه سرعان ما تتلاشى هذه الدهشة عقب التعرف على حقيقة الأمر.

مطعم «اللي مش مصري» فكرة لثلاثة سيدات يقدمن من خلاله الأكلات اللذيذة باستخدام أطعمة مزروعة في مصر، ولكنها نادراً ما تتوفر للسكان المصريين لكونها مخصصة فقط للسوق العالمي، الأمر الذي تنطبق عليه المقولة الشعبية «من خير البلد وليست لأهل البلد».

الشيف الأسبانية «أسونسيون مولينوس» -إحدى شيفات المطعم اللي مش مصري- أوضحت أن الفكرة لا تهدف فقط لتعرف المصريين على خير بلدهم لأول مرة؛ ولكنها أيضاً أداة تحليلية نقدية شعبية تساعد على فهم الأسباب المؤدية لنقص الطعام المتاح للمصريين، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار الجانبية للنمو العمراني غير المنضبط  للضواحي على حساب الأراضي الزراعية، والمنتشر في العديد من المناطق منها مدينة أرض اللواء.

على الرغم من استمرار المطعم حتى نهاية شهر نوفمبر، إلا أنه كل أسبوع يقدم برنامج مختلف عن الآخر؛ ففي الأسبوع الأول قدم أطعمة مزروعة في مصر والنادر الحصول عليها لأنها مخصصة للتصدير، وفي الأسبوع الثاني سيتم طبخ على أساس ميزانية أسرة مصرية في اليوم وستساعدهن في ذلك أربع سيدات مصريات، بينما في الأسبوع الثالث يكون الطهو باستخدام ما ينمو على الأرض حول المطعم والتي كانت فيما سبق أرضاً زراعية.

جدير بالذكر أن «أسونسيون» تركت بلدتها الأم جوزمان في مقاطعة بورجوس بإسبانيا، وتعيش وتعمل في القاهرة حيث تتمتع بالمرح وسط زبائنها وتتحدث معهم بلغة أجنبية لا تخلو من كلمات عربية، وهي عادة ما تركز في أعمالها على الآثار الاجتماعية والثقافية للطعام.