أعز أصدقاء محمد نجيب كان كلبا!

بعد قرار مجلس قيادة الثورة إعفاء اللواء محمد نجيب من منصبه، تم تحديد إقامته وبقائه مؤقتا في فيلا زينب الوكيل زوجة مصطفى النحاس بالمرج، إلا أن الاعتقال طال ثلاثين عاما.

اللواء نجيب ظل في معتقله لا يشغله سوى القراءة، وكان رفيقه الوحيد «كلبه»، الذي حزن حزناً شديدا على وفاته، ودفنه في حديقة الفيلا كاتبا على شاهد قبره «هنا يرقد أعز صديق لي».

نجيب كان قد تقدم باستقالته التي جاء فيها، «السادة أعضاء مجلس قيادة الثورة، بعد تقديم وافر الاحترام، يحزنني أن أعلن لأسباب لا يمكنني أن أذكرها الآن أنني لا يمكن أن أتحمل من الآن مسئوليتي في الحكم بالصورة المناسبة التي ترتضيها المصالح القومية، ولذلك فإني أطلب قبول استقالتي من المهام التي أشغلها، وإني إذ أشكركم علي تعاونكم معي أسأل الله القدير أن يوفقنا إلي خدمه بلدنا بروح التعاون والأخوة»، بهذه العبارات المختصرة قدم محمد نجيب استقالته لمجلس قيادة الثورة في 22 فبراير 1954، وكانت هي الشرارة بينه وبينهم انتهت باعتقاله وتحديد إقامته 30 عاما حتى وفاته في أغسطس 1984.

يذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان قد اختار اللواء محمد نجيب لقيادة تنظيم الضباط الأحرار لعدة عوامل أهمها، أن اللواء نجيب من كبار القادة ويحظى باحترام وشعبية كبيرة داخل الجيش، فضلا عن ثقافته الواسعة في القانون والسياسة بجانب شخصيته العسكرية، إلا أن صعود نجم اللواء محمد نجيب في انتخابات مجلس إدارة نادي الضباط في يناير 1952، وفوزه بأغلبية ساحقة جعلت هناك تخوف من شعبيته الجارفة.