تعرف على «بابا نويل»
نالت شخصية «بابا نويل» المعروفة بشكلها الحالي حيث الرداء الأحمر واللحية الطويلة البيضاء، شهرة واسعة على مستوى العالم حتى أصبحت من الطقوس الرسمية للاحتفال بأعياد الميلاد من خلال توزيع الهدايا بعربة الجليد في بداية كل عام جديد.
ولكن هناك الكثير من الأسرار التي لا تزال خفية وراء حقيقة تلك الشخصية وكيفية ظهورها، فشخصية «بابا نويل» الشهيرة تستند في الواقع على شخصية حقيقية للقديس «نيكولاس» الذي ولد عام 270 في مدينة ميرا التركية، واكتسب سمعته من مساعدته للفقراء والأطفال ودفع مهور الفتيات الفقيرة، إلى جانب توزيع الحلوى والنقود المعدنية على الأطفال من خلال تركها في أحذيتهم ليلاً دون أن يراه أحد.
قصة القديس «نيكولاس» ظلت على قيد الحياة من خلال التقاليد الهولندية في شكل شخص يُدعى المطران «سينتركلاس»، الذي يتجول بين منزل وأخر لتسليم الهدايا للأطفال ليلة الخامس من ديسمبر، والتي أُطلق عليها اسم «بابا نويل» أو «سانتا كلوز» لأول مرة عام 1773م في صحيفة مدينة نيويورك.
أوصاف شخصية «بابا نويل» اختلفت ما بين الكتاب حيث وصفه الكاتب «واشنطن ايرفينغ» في كتابه الساخر عام 1809م بأنه شخص نحيفاً، إلا أن بعض الأوصاف الأخرى ذكرت أنه شخصاً بديناً، كما جاءت صورته مستخدماً عربة الجليد التي يجرها ثمان حيوانات عام 1823م في قصيدة «زيارة من القديس نيكولاس» لـ«كليمنت موريس» والمعروفة حاليا باسم «الليلة قبل عيد الميلاد».
«بابا نويل» ظهر في البداية بالرسوم التوضيحية يرتدى رداء بألوان مختلفة وهى الأخضر والأرجواني والأزرق والبني وغيرها، ثم جاء مرتدياً الرداء الأحمر لأول مرة 1885م عندما قام الفنان «برانغ لويس» برسمه في بطاقات لأعياد الميلاد باللون الأحمر، لتنتشر بعد ذلك الصورة الحديثة المعروفة حالياً لـ«بابا نويل» في الثقافة الأمريكية عام 1931م بعدما قام الفنان «هادون ساندبلوم» بتعميم شكله الحالي في حملة واسعة النطاق لشركة كوكاكولا.
جدير بالذكر أن «بابا نويل» ظل رجل أعزب حتى أواخر 1800م بينما كانت الإشارة الأولى لزواجه 1849م في أسطورة «عيد الميلاد»، وهي الفكرة التي وجدت طريقها في الأعوام التالية بالعديد من المنشورات الأدبية مثل: مجلة «بيل» الأدبية ومجلة «هاربر».