جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

دور محمد توفيق الذي كان يستحق عليه الأوسكار

الثلاثاء 01 يناير 2013 | 11:03 صباحاً
القاهرة - Gololy
2073
دور محمد توفيق الذي كان يستحق عليه الأوسكار

لم يكن يعبأ «شيخ الممثلين» بمساحة الأدوار التي يقدمها بقدر اهتمامه بطبيعة الدور ومدى إضافته للجمهور في المقام الأول ثم لمسيرته الفنية في المقام الثاني، لذلك لم يكن غريباً ألا يحصل على البطولة المطلقة، ومع ذلك ترى الفنان محمد توفيق وهو في قمة نضجه الفني يقف أمام الأبطال الشباب في مشهد أو مشهدين، يعطيهم من خبرته وتاريخه الطويل الذي امتد لستين عاما، قدم خلالها ما يقرب من 150 عملاً فنياً ما بين السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، وحتى رحيله في 3 مارس عام 2002.

توفيق، المولود بمدينة طنطا في 24 أكتوبر عام 1908، ترك دراسته بالمدرسة التجارية العليا والتحق بمعهد التمثيل وفور تخرجه عمل بفرقة جورج أبيض وعزيز عيد وفرقة خليل مطران، وسافر مباشرة لبعثة إلى إنجلترا لدراسة فن التمثيل عام 1935، وهناك تتلمذ على يد الممثل العالمي لورانس اوليفييه، ولظروف الحرب العالمية الثانية لم يستطع العودة إلى مصر، فعمل عدة سنوات مخرجاً بالإذاعة البريطانية في القسم العربي، وعندما عاد إلى مصر عمل مخرجاً بالإذاعة المصرية ومساعد مخرج بعدة أفلام سينمائية مثل: «الورشة» عام 1940 مع المخرج إستيفان روستي.

وفي عام 1941، رشحه المخرج نيازي مصطفى لأول أدواره السينمائية «مصنع الزوجات» مع محمود ذوالفقار وكوكا، وبعد نجاحه في هذا الفيلم أجمع معظم المخرجين على موهبته الفنية، التي بلغت ذروتها في «لك يوم يا ظالم» عام 1951 مع فاتن حمامة ومحسن سرحان، «الأخ الكبير» عام 1958 مع فريد شوقي وهند رستم وكان من أوائل الفنانين الذين يقدمون شخصية المدمن بإتقان شديد، وتقديمه لدور الأبله ابن صبيحة في «حسن ونعيمة» مع سعاد حسني ومحرم فؤاد عام 1959، والشاب المتعثر اللسان في «لوكاندة المفاجآت» مع إسماعيل يس وسهير البابلي في نفس العام، والوالد المغلوب على أمره أمام عتريس في «شيء من الخوف» مع محمود مرسي وشادية عام 1969.

إسهامات شيخ الفنانين في المسرح لم تكن بالقليلة كذلك، فنجد «سعد اليتيم»، «رجل للإيجار»، «سيرك يا دنيا»، «قنديل أم هاشم«، وبالتليفزيون قدم «يوميات ونيس»، «رحلة السيد أبوالعلا البشري»، «ومازال النيل يجري»، «بوجي وطمطم»، «هند والدكتور نعمان»، «سنبل بعد المليون»، «غوايش» وغيرهم كثير مما ارتبط في أذهان الجمهور العربي.

محمد توفيق وبالرغم من حصوله على شهادة تقدير من ألمانيا عن دور ابن صبيحة، إلا أنه عاش حزيناً من فقده التكريم الذي يستحقه في بلده، وقال معبرا عن ذلك في حوار صحفي سابق: «لو قدمت دوراً مثل دوري في فيلم «لك يوم يا ظالم» في أمريكا لحصلت من خلاله على الأوسكار».

ولكن الفن في حد ذاته كان هدفاً لذلك الجيل، الذي اتسم بالدقة والتحفظ في معظم الأدوار الفنية خاصة المسرحية منها، فلا يزال الوسط الفني يتذكر لحظة انسحاب توفيق من إحدى مسرحيات الفنان محمد نجم بعد خروج ممثلة مشهورة عن النص بطريقة مبتذلة لا تتوافق مع روح المسرح، مما اضطره للانسحاب المفاجئ أمام الجمهور رغم توسلات أعضاء الفرقة.