حسين صدقي.. فنان ثائر دعا إلى انقلاب في منتصف الخمسينيات

تميز الفنان حسين صدقي بين أقرانه بحرصه الدائم على أن يقدم مضمونًا هادفًا يبتعد عن السطحية والتفاهة، وبقدر ما كانت أعماله الفنية نادرة نسبيًا بقدر ما تميزت بقيمة المضمون ورقي الأداء، لذلك انشغل كثيرًا بصناعة السينما المصرية والعربية، ودعا في مطلع عام 1956 لحدوث «انقلاب فني».

صدقي دعا، عبر مجلة «الموعد» الصادرة في شهر يناير عام 1956، إلى انقلاب في العقليات الفنية التي تعمل في الميدان آنذاك، بل ودعا تلك العقليات إلى هجر الآفاق الضيقة التي تتحرك في دائرتها، وأن يعملوا على مواجهة «الغزو الأجنبي الفني» بغزو مصري وعربي آخر.

الفنان المصري قال أيضًا: «وكما يصدّرون لنا هم أفلامهم التي يعتزون بها، علينا أن تكون لنا أفلام نعتز بها ونصدرها إليهم‌»، ثم تساءل عما سيحدث إذا اتجهت الدول العربية وفي مقدمتها مصر إلى إنتاج جميع الأفلام بتقنية الألوان والسكوب، وماذا سيحدث إذا أنطقوها بكل اللغات ليقدموها بعد ذلك إلى شتى شعوب العالم وبلغاتهم الخاصة.

وأجاب عن تساؤله بقوله: «أكيد أننا سنصل.. وسنقيم في بلادنا صناعة سينمائية «نظيفة» ».