محمد حسنين هيكل: كان يجب محاسبة مبارك سياسيا

أكد الكاتب محمد حسنين هيكل، أن ما يصل إلى الشعب من الحقيقة ضئيل جدا، لا يزيد عن 7 إلى 8% فقط، مشيرا إلى أن معرفة الحقيقة لا تجعلنا نصطدم بالفراغ كما يحدث الآن، وتمنع البلبلة وخداع الرأي العام، وغيابها يجعل من كل شخص في المجتمع مالكًا لشبكة معلوماته.

هيكل قال  خلال حواره مع لميس الحديدي على فضائية «سي بي سي»: إن حسني مبارك كان يجب محاسبته سياسيًا وليس جنائيًا عما فعله في مصر، وانتقد الإعلام العربي وبالأخص الصحافة؛ لأن الخبر غاب عنها وغلب الرأي، مشيرًا إلى أنه يوجد 500 مقال في الصحف، ولا يوجد ه1 في الصحافة الأجنبية.

هيكل روى قصة لقاء تم ترتيبه بينه وبين الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي عام 1952 في مكتب مستشار الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض، للعمل على تحسين العلاقات مع مصر، وأنه سأل الرئيس الأمريكي عن مقولته: «لقد اكتشفت أن قدر معرفتي لم تزد منذ ولوجي إلى البيت الأبيض إلا بنسبة 7 إلى 8% عما كنت أعرف قبل دخوله»، وأبدى استغرابه لكيندي من ذلك مع كل التقارير المخابراتية التي تصله، وتذكر أن مندوب الأمن القومي قال معقبا في البداية قائلا: «أهم أمر تتميز به الديمقراطية أن يكون المواطن العادي يعرف أكبر قدر من الحقيقة 80-90% من الحقائق أمامه».

وشدد على أنه من المفترض أن يكون أي مواطن، حتى ولو لم يكن متابعًا للشأن العام على الأقل أن يكون له القدر الكافي من الحقائق في بلده وعن أحواله.

وردا على سؤال حول هل حل الإخوان استمرار لكونها محظورة في سلسة تاريخية لمدة 85 سنة؟، قال هيكل: علينا أن نعلم أن ثمة ظروف جدت بعد ثورة يناير، وأن هؤلاء وصلوا إلى السلطة، ونحن جميعاً قلنا إن هذا التيار الهائل المنطلق في كل البرية في كل الأرجاء، آن الأوان أن يتم الاعتراف به كشرعية، وأن يمارس الحكم، لكن ما حدث أن فشله كان كارثة كبرى، وأن كل ما فعله هو محاولة الاستيلاء على مقدرات الدولة ومفاصلها دون أن نقدم شيئًا، ومن العجيب أن نجد أناسًا انتظروا كل هذه المدة، ثم كان هذا صنعهم.