جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

النقراشي.. تحدى «الإخوان المسلمين» فأصبح رقم 1 في سلسلة الاغتيالات

السبت 05 أكتوبر 2013 | 12:16 صباحاً
القاهرة - Gololy
509
النقراشي.. تحدى «الإخوان المسلمين» فأصبح رقم 1 في سلسلة الاغتيالات

في ديسمبر عام 1948 وحينما دقت الساعة العاشرة إلا الثلث من صباح يوم 28، دخل ملازم أول من الشرطة المصرية إلى صالة وزارة الداخلية وأخذ يقطع الوقت بالسير البطيء حتى اقترب من المصعد منتظرًا شيء ما، ولم يتأخر ما انتظره؛ فبمجرد أن دقت الساعة العاشرة تمامًا حتى وصل رئيس الوزراء ووزير الداخلية محمود فهمي النقراشي باشا محاطًا بحرسه الخاص، فأدى له الضابط التحية العسكرية، وفور أن استعد الثاني لركوب المصعد أطلق عليه هذا الضابط ثلاث رصاصات في ظهره فسقط قتيلًا.

جثمان النقراشي انتقل إلى داره بمصر الجديدة وأعلنت محطة الإذاعة الحداد لمدة يومين، أما القاتل فقد اتضح أنه ضابط «مزيف» كان يتردد على قهوة بالقرب من الوزارة باسم حسني أفندي، وقبل الحادث بعشرين دقيقة تلقى مكالمة من مجهول أخبره أن الوزير في طريقه إلى مكتبه، فانطلق على الفور ونفّذ خطته بدقة متناهية.

«أول وزير داخلية يتعرض للاغتيال» كان قد أصدر قرارًا قبل وفاته بحلّ جمعية الإخوان المسلمين، وهو ذات السبب الذي ساقه القاتل الحقيقي، والذي اتضح فيما بعد أنه يُدعى عبدالحميد أحمد حسن الطالب بكلية الطب البيطري، والذي اعترف في هدوء وثبات بجريمته قائلًا: «جمعية الإخوان جمعية دينية ومن يُحلها يهدم الدين، وقد قتلته لأني أتزعم شعبة الإخوان منذ كنت تلميذًا في مدرسة فؤاد الأول الثانوية».

للوهلة الأولى قد يُتهم وزير الداخلية الراحل باستخدام القسوة والقمع ضد أعضاء الإخوان المسلمين، ولكن بالنظر إلى تحليلات عدة مؤرخين من أبرزهم عبدالرحمن الرافعي فإنه كان وطنيًا نزيه الذمة المالية ومن القلائل الذين لم يتربحوا من وراء مناصبهم، كما أنه كان أحد كوادر «حزب الوفد» العريق وعمل مع الزعيم سعد زغلول قبل أن ينشق عن الوفديين وينشئ «حزب السعديين»؛ نسبة إلى زغلول باشا.

وقد حرص على تقوية شوكة الجماعة لمقاومة «الوفديين» والاحتلال الإنجليزي، ولكنه اختلف معهم بعدما تبدلت الأحوال وضاق بأساليبهم في العمل السياسي، فاتخذ إجراءات حاسمة ضدهم وكان هذا هو السبب الرئيسي لاغتياله.

وبرغم وطنيته إلا أن النقراشي كان له سقطات قوية مثل حادث طلبة جامعة القاهرة أو ما يُعرف بحادث «كوبري عباس» الذي وقع خلال توليه رئاسة الوزارة عام 1945، والتي جاءت في جو تسوده الاضطرابات و المظاهرات التي عمّت في كل مكان، و تصدي لها بعنف شديد.

والنقراشي من مواليد الإسكندرية عام 1888 وقد تخرج في مدرسة المعلمين العليا ثم اشتغل مدرسًا بمدرسة رأس التين الثانوية، وتنقل في مناصب التعليم حتى عُين سكرتيرًا عامًا لوزارة المعارف ووكيلًا لوزارة الداخلية، ثم وزيرًا للداخلية ورئيسًا للوزراء لفترتين غير متتاليتين.