جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أرملة قاسم أمين.. تمسكت بحجابها وحرّمت على بناتها الاستحمام في البحر

الجمعة 25 أكتوبر 2013 | 05:07 مساءً
القاهرة - Gololy
2137
أرملة قاسم أمين.. تمسكت بحجابها وحرّمت على بناتها الاستحمام في البحر

حتى الآن يُحمل الكثيرون رائد تحرير المرأة قاسم أمين مسئولية ما وصلت إليه مجتمعاتنا العربية والإسلامية من انحلال بعض القيم الأخلاقية والتربوية، بدعوى نزع الحجاب الذي كان مفروضًا على المرأة في ثلاثينيات القرن الماضي.

ولكن أرملة قاسم أمين أوضحت ما كان يهدف إليه زوجها، في حوار مع مجلة «الاثنين والدنيا» عام 1941، من دعوته تلك بأن ينهض جيل جديد، يقاوم الحياة بأخلاق وتقاليد مبنية على الكرامة والاعتداد بالنفس، ولم يكن يقصد أن تنزع سيدات عصره حجابهن، وخاصة أن أولئك السيدات ما كن على قسط ضئيل من التعليم.

أمين، بحسب ما قالت أرملته، دعا بالفعل إلى تعليم المرأة وتهذيبها حتى تساهم مع الرجل في تكوين الأسرة الصالحة وتهيئ للأجيال القادمة ذرية نافعة ونسلًا كريمًا، ولكن «بنات اليوم» تجاوزن الحد من سفورهن إلى ما لا يليق الصمت دونه.

أرملة «رائد تحرير المرأة» حزّ في نفسها أن تسمع باتجاه بعض السيدات والفتيات من الأسر الكريمة إلى شرب الخمر والمقامرة والرقص مع الأجانب؛ لأنها وجدتهن «جاهلات» لم يفهمن معنى الحرية ولم يقدرن حق الفضيلة والاحتشام «وأني لا اعتقد أن التعليم والسفور ليسا هما المسئولين عن هذه النتائج السيئة، ولكن سبب ذلك في الغالب يرجع إلى اختلاط فتيات الأسر الشريفة بمن هن اقل شأنًا وتربية في المدارس، لذلك حرص زوجي على أن يتلق بناتنا دروسهن في المنزل على أيدي أساتذة ومربيات، وألا يذهبن إلى المدارس قط».

ورغم تحرر قاسم أمين إلا أن زوجته لم تكن تسمح لبناتها بالاستحمام في البحر إلا في الساعات المخصصة للسيدات، حينما كانوا يقضون الصيف في مدينة رأس البر.

أرملة الناشط الاجتماعي المصري حرصت على البقاء بالحجاب خلال زواجها وحتى بعد أن توفي زوجها؛ حيث كان في ذلك الوقت يكفي أن تسير السيدة «سافرة» حتى تتناولها ألسن الناس بالطعن والأذى وخاصة إذا كانت أرملة فبقيت بالحجاب حتى وجدت الكثيرات قد رفعنه.

وفي نهاية الحوار وجهت أرملة أمين دعوة إلى سيدات عصرها بقولها: «وإني لأرجو من سيدات وفتيات هذا الجيل، اللواتي فهمن الحرية على غير حقيقتها، أن يستخدمنها في خدمة وطنهن المعذب، وخاصة في تلك الظروف العصيبة، وأن يتبرعن بأثمان المساحيق ووسائل التجميل في الترفيه عن البؤساء، إن المرأة التي لا تحجب وجهها بهذه المساحيق أجمل في نظري من تلك التي تلبس قناعًا يخفي ما لها من جمال طبيعي».