مريم فخر الدين.. بنت الريف التي حولتها السينما لأشهر أميرة.. صور

امتزجت ملامحها بين الطابع الشرقي والغربي فهي خليط لأب مصري وأم مجرية نتج عنه فتاة تملك من الرقة والجمال والعذوبة ما يؤهلها لتكون أحد أركان السينما في عصرها الذهبي، إنها الفنانة المصرية مريم فخر الدين التي غيبها الموت في 3 من شهر نوفمبر الجاري.

قادتها الصدفة إلى الفن الذي لم تكن تحسب له حسابًا، وبدأت قصتها مع الشهرة عندما حصلت على جائزة أجمل وجه في مجلة «إيماج» الفرنسية، وذلك دون علم والدها، حيث لم يكن من الطبيعي لفتاة الريف التي وُلدت في الفيوم أن تنشر صورتها، وكان من الصعب بعد ذلك أن يسمح لها والدها بالتمثيل، ولكن والدتها المجرية شجعتها على ذلك لتبدأ رحلتها الفنية.

مريم استطاعت أن تحجز لنفسها دور الفتاة الرومانسية الطيبة والمغلوبة على أمرها، ولم تنافسها فنانة في هذه الأدوار، ورغم محاولاتها للتمرد على هذه النمطية إلا أن الجمهور لم يكن يقبل أدوار الشر منها، وخاصة أن ملامحها لا تسمح بذلك.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] عبدالحليم يغني لمريم «بتلوموني ليه» من فيلم «حكاية حب»[/caption]

حسناء الشاشة حالفها الحظ في الوقوف أمام الكبار، فجمعها الأفيش مع نجوم الطرب مثل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وكذلك فريد الأطرش ومحرم فؤاد.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] مريم وفريد الأطرش في لقطة من فيلم «ماليش غيرك»[/caption]

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] مريم ومحرم فؤاد من فيلم «وداعًا يا حب»[/caption]

وعملت مريم مع الفارس أحمد مظهر، صلاح ذوالفقار، شكري سرحان، ورشدي أباظة وغيرهم من نجوم السينما في الخمسينات والستينات.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] أحمد مظهر ومريم فخر الدين في فيلم «مع الذكريات»[/caption]

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] مريم وصلاح ذوالفقار في «الأيدي الناعمة»[/caption]

صاحبة الشعر الحرير التي تغنى لها العندليب تزوجت أربع مرات كان أولها من المخرج محمود ذوالفقار الذي ظلت معه 8 سنوات، وأنجبت منه ابنتهما إيمان، ولكن ذوالفقار لم يكن بوابة مريم للشهرة، بل ظلت موهبتها هي الأساس، وخاصة أن هذا الجيل لم يعرف المحاباة في العمل، فبينما كانت مريم تتمنى أن تأخذ دور البطولة في فيلم «المرأة المجهولة» رفض زوجها وأسنده لشادية لأنها الأنسب.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] مريم وزوجها محمود ذوالفقار[/caption]

الأميرة إنجي بطلة فيلم «رد قلبي» لم تستطع أن تجد «علي» في حياتها الشخصية، فرغم أنها تزوجت 4 مرات وهم محمود ذوالفقار، محمد الطويل، فهد بلان، وشريف الفضالي، إلا أن مريم قالت إنها لم تقع في الحب ولا مرة طوال حياتها، وأن كل زيجاتها كانت خطأ وأنها لم تحسن الاختيار في أيًا منها.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] الأميرة إنجي مع ابن الجنايني في «رد قلبي»[/caption]

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] مريم مع زوجها فهد بلان[/caption]

تعاسة مريم في الحب عوضتها بنجاح كبير في الفن، فقدمت العديد من الأفلام التي ستظل نقوشًا في تاريخ السينما، ومنها: «رد قلبي»، «حكاية حب»، «الأيدي الناعمة»، «بقايا عذراء»، «اللقيطة»، «رنة خلخال»، و«لقاء في الغروب»، وغيرها من الأفلام الناجحة.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] مريم مع رشدي أباظة في فيلم «لقاء في الغروب»[/caption]

حصلت مريم فخر الدين على جائزة وزارة الثقافة عام 1958 عن فيلم «لا أنام» من بطولة فاتن حمامة، كما كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في عيد الفن.

الجمال لم يدم ومع بداية السبعينات بدأت مريم تفقد بريقها، وظهرت نجمات أخريات مثل سعاد حسني، سهير رمزي، وميرفت أمين، واتجهت مريم إلى أدوار الأم بحكم العمر، واختفت صورتها من الأفيشات، ولكنها كانت تتذكر مقولة محمود المليجي بأنه بفضل أن يموت جندي في الميدان على أن يصبح أميرالاي متقاعد.

المرض هزم الحسناء وماتت ملاك الشاشة بعد أن أصيبت بجلطة في المخ أتبعها جراحات متعددة دون جدوى لترحل عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركة ورائها أكثر من مائتي فيلمًا من أفضل ما صنعته السينما.