جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أصعب يوم تصومه كريمان.. تفادت المقلب كي لا تُفطر وكاد الجوع أن يقتلها

الجمعة 19 يونية 2015 | 02:43 مساءً
القاهرة - سناء الطويلة
608
أصعب يوم تصومه كريمان.. تفادت المقلب كي لا تُفطر وكاد الجوع أن يقتلها

الفنانة المصرية كريمان، كان لها ذكريات خاصة مع أول صيام لها، وقد واجه صيامها اعتراضًا كبيرًا من عائلتها وذلك بسبب صغر سنها وضعفها.

كريمان، قالت عن ذكرياتها في شهر رمضان: «أذكر أنني بدأت أصوم رمضان في سن الثامنة، وقد حاولت أمي أن تمنعني من الصيام في تلك السن المبكرة، ولكني أصررت عليه وتحملت متاعبه رغم أنني كنت أحس جوعًا شديدًا، تحملت لأنني أعتبر الصوم رياضة تستلزم إرادة قوية، وقد كان يهمني أن أبدو في صورة ذات الإرادة القوية.

وأضافت: «في رمضان التالي شاءت الظروف أن أكون في اسطنبول، وقد ذهبنا إليها قبل رمضان بعشرة أيام لنزور عمتي التي تقيم بها، ولنرى عاصمة العثمانيين في صيفها الرائع، وحاولت عمتي كما فعلت أمي أن تثنيني عن الصيام فرفضت، وأحسست أنها قد اشتركت مع أبي لوضع خطة لإرغامي على الإفطار وعرفت بطرقي الخاصة أن الخطة هي أن أترك نائمة فلا أتناول طعام السحور، وبالتالي لا أستطيع مقاومة الجوع، ولهذا ما كادت عمتي تطفئ الأنوار في حجرة النوم حتى جلست في الفراش لا أنام ورحت أقاوم النعاس بصبر، وكانت رأسي تميل على جسدي فأرفعها، بسرعة وأعود قسرًا إلى اليقظة حتى حان موعد السحور فتظاهرت بأني نائمة لأرى ما تسفر عنه الخطة».

وتابعت: «وجدتهم يتسللون إلى غرفة الطعام يتهامسون وإذا ذاك نهضت من الفراش وجلست على المائدة فراحوا ينظرون إلى بعضهم بدهشة، ولا يتحدثون، وهكذا استطعت أن أصوم، وفي صباح اليوم التالي قلت لعمتي: «المدفع اللي بيضرب علشان الفطار بيبقى فين يا عمتي؟»، فقالت: «مفيش يا بنتي في اسطنبول مدافع، إحنا عندنا المآذن تنور علشان الناس تفطر، المدافع في مصر فقط».

ثم راحت عمتي تشرح لي عادات الأتراك وتقاليدهم في شهر الصوم، وشرحت لي كيف يصنعون الأطباق الشهية، وكيف يسهرون السهرات الممتعة، وكيف انقرضت بعض التقاليد القديمة بعد ثورة أتاتورك.

انتهيت من سمري العذب مع عمتي عن تقاليد الأتراك في الظهيرة فمضيت أقرأ في كتاب حتى أدركني النعاس فنمت طويلًا، واستيقظت لأجد الساعة قد تجاوزت الرابعة وأنتم تعلمون أن اشق أيام رمضان هو اليوم الأول أما الأيام التالية فيبدأ المرء في التعود على النظام الجديد، لهذا أحسست بالجوع والوهن، وقد رأيت أن أخفي ضعفي ووهني عن عمتي حتى لا تقول أنني لا أستطيع الصيام، فأخذت أولاد عمتي ونزلنا إلى حديقة البيت لنلهو حتى تضاء أنوار المآذن.

وراح أولاد عمتي يتحدثون، ولكني اقتصدت في الحديث معهم وتعلقت عيني بمئذنة جامع كنت أراها على بعد وأنا جالسة على مقعدي تحت شجرة وأرفة الظلال، ومضى الوقت بطيئًا، وخيل إلى أن عقرب الساعة لا يتحرك وأكملنا اللعب بعض الوقت ونظرت الساعة ثانية فإذا بموعد الإفطار وشيك، فتركت اللعب وعدت إلى مقعدي أحدق في  مئذنة المسجد.

ومضت الدقائق والمئذنة لا تضئ وأحسست بالجوع يفري أمعائي، وجمل أولاد عمتي يحدقون معي في المئذنة، وغربت الشمس تمامًا وبدأ الظلام يزحف إلى الأفق، كل هذا ونحن في دهشة مما يحدث أمامنا وأخيرًا رأينا أن نصعد إلى الطابق الثاني لأسأل عمتي عن موعد الإفطار.

ووجدت عمتي تغادر المائدة بعد أن تناولت طعام الإفطار مع أبي، وقالت لنا إنها اعتقدت أننا خرجنا فمضت تنتظر عودتنا دون جدوى ولهذا أفطرت، وسألتها عن المئذنة التي لم تضئ أنوارها فقالت أن هذه المئذنة بالذات قد قطع منها التيار بسبب خلل في الأسلاك.

ونزلنا على الطعام كالوحوش، وكانت هذه أطول مدة أصوم فيها فقد أكلت بعد موعد الإفطار بثلاثة أرباع الساعة، وكان السبب هو الطريقة التركية في الإفطار.