جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

موقف طريف لأم كلثوم مع شيخ «كُتّاب» قريتها وهي طفلة.. تعرف عليه

الخميس 01 أكتوبر 2015 | 02:18 مساءً
القاهرة - Gololy
1701
موقف طريف لأم كلثوم مع شيخ «كُتّاب» قريتها وهي طفلة.. تعرف عليه

ذكرت الفنانة الراحلة أم كلثوم، في مذكراتها عن قصة طريفة حدثت وهي طفلة لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات وكانت قبل ذهابها لكتاب القرية التي ولدت بها.

أم كلثوم، قالت: «أن والدتها ألحت على والدها كي يلحقها بكتاب القرية وترجوه أن يبحث عن أي طريقة يدبر بها قرشًا آخر حتى لا ينكسر قلب ابنتها، فقد كانت مصاريف الكتاب وقتها تدفع قرشًا واحدًا كل أسبوع».

وأضافت: «أن والدها أستطاع أن يدبر لها القرش، وتحولت مع الأيام من متفرجة إلى تلميذة بعد أن رأت زملائها في الفصل يكتبون ويقرؤون وبدأت تتابع دروس الشيخ عبدالعزيز شيخ الكتاب، بعد أن كانت تتابع حركاته ونظراته، وفجأة طارت سعادتها وكرهت التعليم والشيخ بعد إساءة زميلتها وشريكتها في «التختة» لها، لذا قررت أن تنتقم منها».

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] أم كلثوم وهي طفلة مع والدها[/caption]

كوكب الشرق، تابعت: «ذهبت قبل موعد بدء دخول التلاميذ إلى الكتاب وفتحت درج عزيزة وكسرت لوح الاردواز الذي تكتب عليه، وفجأة دخل مفتش وزارة المعارف، فقفزت من على مقعدها وضربت له السلام وسأل المفتش عن الشيخ عبدالعزيز فقلت له أنه لم يحضر بعد، وحضر الشيخ بعد فترة انتظار كان المفتش يشع غيظًا من تأخر الشيخ، وعندما جاء قال له: «ما شاء الله البنت الصغيرة تحضر في الميعاد وحضرتك تتأخر نصف ساعة»، وضاق الشيخ بهذا اللوم وحملها مسئوليته وراح يضطهدها في كل مناسبة يسأل السؤال ثم يتجه نحوها دائمًا ويقول ساخرًا: «قومي جاوبي يا بت يا فالحة»، وكان زملائها يغرقون في الضحك كلما سمعوا كلمة فالحة، وضاقت الدنيا في وجهها وأصبحت تكره الكتاب حتى لا تقع في قبضة الشيخ وأسئلته».

وفي يوم فتحت الدنيا لها أبوابها عندما مات الشيخ عبدالعزيز فقيه الكتاب، ولكن أم كلثوم لم تصدق الخبر وذهبت إلى بيته ورأت دموع زوجته وأمه وأبنته فلم تصدق، وعندما سارت جنازته مشيت وراء نعشه حتى المدافن وانتظرت حتى أخرجوه من النعش وأدخلوه المقبرة وواروا عليه التراب.

فقد كانت أم كلثوم تتصور أن الشيخ من الشخصيات التي لا يمكن أن تموت، وانه سيطل برأسه فجأة من القبر ويقول لها: «قومي جاوبي يا بنت يا فالحة»، ولكنه لم يطل برأسه من تحت التراب، وتوهمت ام كلثوم أنهم دفنوا التعليم في القبر مع الشيخ وأن عصر الذهاب إلى الكتاب قد انتهى ولن يعود وأن الشيخ كان هو مخترع فكرة التعليم، ولكن سعادته طارت مرة أخرى عندما فوجئت أن الشيخ لم يكن الفقيه الوحيد في الدنيا وأن التعليم لم يدفن بعد وأنه لا يزال هناك أسياد على قيد الحياة يعلمون في الكتاتيب.

وأصدر والد أم كلثوم أمرًا بأن تذهب مع شقيقها خالد إلى كتاب آخر يبعد عن بلدتهم حوالي ثلاثة كيلو مترات ولكن هذه المرة عاد حب التعليم لأم كلثوم بسبب لعبة الكراسي التي كانت تلعبها في طريقها للكتاب مع شقيقها وأقاربها وعدم اضطهاد الشيخ لها.