جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

عبد الباسط الساروت .. من لاعب إلى مناضل

الاثنين 21 نوفمبر 2011 | 09:48 صباحاً
1337
عبد الباسط الساروت .. من لاعب إلى مناضل

استطاعت أرض الربيع العربي الخصبة أن تنبت أصواتًا ثورية قوية، أثبتت قدرتها على القيادة والإرادة والتحدي والصمود أمام الأنظمة المستبدة التي دهست أحلامهم بمعداتها الثقيلة، وكتائبها المسلحة التي أزهقت أرواح آلاف العزّل.

من هذه الأصوات السوري عبد الباسط الساروت حارس مرمى فريق "الكرامة" الحمصي، الذي لُقب بـ"بلبل الثورة السورية"، والذي اعتبره أصدقاؤه رمزًا للثورة وقائدًا لأبناء جيله ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

حارس مرمي فريق "الكرامة" حولته الظروف السياسية التي تمر بها بلاده من حارس مرمى فريق كروي إلى مناضل يبحث عن الحرية وخطيب من خطباء الثورة السورية، حتى أصبح مطاردًا من الأنظمة الأمنية والشبيحة لدرجة أن الرئيس السوري بشار الأسد رصد مكافأة مالية لمن يساعد في القبض عليه إلا أن أحدا من رجال بشار لم يستطع أن يخترق شباكه أو مرماه إلى الآن.

الساروت يمتلك بجانب موهبته في حراسة المرمى موهبة أخرى وهي موهبة الغناء، حيث استطاع بحنجرته وألحانه وأغانيه إلهاب مشاعر الثوار السوريين الذين يتوافدون إلى أي مكان يحل به؛ ليرددوا شعاراته وأغانيه التي تطالب بإسقاط النظام الذي يحول بينهم وبين حلمهم في تحقيق الحرية، ثم يهتفون له بعد ذلك مرددين "عبد الباسط الله يحميه".

الضربة التي وجهها النظام السوري للساروت بقذف منزل عائلته في حي البياضة بحمص  أدى إلى استشهاد عمه وشقيقه وليد، إلا أن ذلك لم يثنه عن موقفه حيث قال: "طريقنا طويل، فهو طريق شهادة وطريق صعب"، وبات الساروت منذ وقتها أكثر إصرارًا على مبدأه "الموت ولا المذلة".

صاحب الحنجرة الثورية قال أثناء تفقده لبيت عائلته الذي قُصف بالدبابات: "نحن نتعامل مع عالم لا تعرف الله، يسبون الذات الإلهية وأعراضنا، ونحن نقول لهم لا نريدها طائفية، والنظام يريدها طائفية.. ذبحونا وذبحوا العالم، هذه دماء أخي وبَزر مخه على الحائط".

حارس نادي الكرامة الذي دفعته كرامته إلى طريق مليء بالألغام والمخاطر وجه رسالة إلى جميع الثوار قال فيها: "لو دمروا البيوت فوقنا وفوق أطفالنا، لن نستسلم حتى النصر".

النظام السوري الذي ضاق ذرعًا بجسارة الساروت الذي يدير التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، ويضع الألحان والأغاني التي تعزف على أوتار قلوب الثوار، رصد 2 مليون ليرة كمكافأة لمن يساعد في القبض عليه، موجهًا له العديد من التهم منها أنه مجرم وإرهابي ومندس ورئيس إمارة سلفية، وهو الأمر الذي جعله مطاردًا يتنقل بحماية الثوار بين أحياء حمص.

وعلى الرغم من أن حياته مهددة إلا أنه قال: "النظام يريدنا أن نكون مجرد عبيد، ولكننا لسنا عبيدًا إلا لله رب العالمين، فنحن شعب بسيط لا نطلب أموالًا ولا أي شيء سوى حق دماء الشهداء الذي لن يذهب هدرًا بإذن الله، فإذا مات شخص سيموت بدلا منه عشرة أشخاص، فلا تراجع عن الحصول على الحرية.

قدرة الساروت على تحمل ما يواجهه من أذى نظام بلاده، قابلتها نفاذ صبر على تحمل التأجيلات والمُهل التي تعطيها جامعة الدول العربية لنظام الأسد، حيث أكد أن المسؤولين في الأنظمة العربية يواصلون الجلوس على كراسيهم، ويتابعون ما يجري من قتل وقمع وكأنهم يتابعون مباراة لكرة القدم.

الثائر السوري دعا جميع القوى المعارضة إلى أن تنظر لما يجري في الشارع من دمار وقتل وتخريب، بدلاً من النظر إلى الوعود التي تقدمها الأنظمة والجامعة التي لا تحرك ساكنًا ولا تغيث ملهوفًا، حسب وجهة نظره.