لماذا لم يستمر صالح سليم في التمثيل؟
رغم أن الجمهور تقبله كفنان في الأدوار القليلة التي قدمها، إلا أن نجم الكرة المصري الراحل صالح سليم لم يجد نفسه يوماً ممثل بل ظل يقول دائماً إنه لا يستطيع التمثيل ولا يجد نفسه أمام الكاميرا بل وصف نفسه بالفنان الفاشل وكره مشاهدة الأعمال الفنية التي كان يقدمها.
سليم قام بدور البطولة في فيلم "الشموع السوداء" بعد أن أقنعه عز الدين ذو الفقار بالعمل وظل يدربه على التمثيل لشهور وبالفعل قام نجم نادي الأهلي بتجسيد الشخصية بطريقة أعجبت الجمهور الذين أحبوا الفيلم الرومانسي إلا أنه لم يقتنع وظل يردد أن وجهه ليس معبر.
المحيطون بسليم من أصدقائه الفنانين كانوا يجدون أنه موهوب حيث قالت الفنانة أمينة رزق إنه أتقن دوره في الشموع السوداء كما لو كان فناناً محترفاً وانبهر الجميع بأدائه إلا أنه كان دائماً يشكك في قدراته التمثيلية وهذا ما قاله للفنانة نجاة الصغيرة عندما أخبرها أنه يشعر أن المحيطين به يجاملونه بينما الحقيقة مختلفة.
الفنانة الراحلة أمينة رزق أكدت أنها سعدت بوقوفها أمامه في الفيلم كما أنها شعرت أنها أمه في الحقيقة وليس في العمل فقط وأعجبت بطريقة تعامله مع الكلب الذي صاحبه في معظم مشاهده في الفيلم وتعجبت من مدى الحزن الذي أصابه بعد وفاة هذا الكلب، إلا أنها كانت تشعر أن صالح كان له عالمه الخاص وحزنت جداً عندما عرفت أنه قرر أن يتوقف عن التمثيل.
سليم قدم كذلك فيلم "البنات الثلاثة"، وفيلم "الباب المفتوح" مع الفنانة فاتن حمامة إلا أن عدم نجاحه أمام سيدة الشاشة كان السبب الذي جعله يقرر عدم تكرار التجربة رغم محاولات أصدقائه من الوسط الفني في إقناعه بتكرار التجربة إلا أنه ظل مقتنعاً أنه السبب في فشل الفيلم لأن أسباب نجاحه كانت متوافرة إلا أنه لا يجيد التمثيل.
وجهة نظرة صالح سليم في موهبته الفنية كانت مثار دهشة فهو لم يجد نفسه يوماً صاحب موهبة وإنما خاض التجربة من باب المحاولة، ورغم أن البعض وجده صاحب موهبة كبيرة وأن وجهه وملامحه تؤهله للعمل السينمائي إلا أنه لم يكرر التجربة وربما يعود ذلك لعشقه الأبدي لكرة القدم التي لم تسمح لأي منافس بالاقتراب من قلب وعقل صالح سليم.