جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

القصري..فنان أضحك الملايين ومشى في جنازته أربعة

الاثنين 26 ديسمبر 2011 | 04:09 مساءً
كتب: آية عبد العزيز
1338
القصري..فنان أضحك الملايين ومشى في جنازته أربعة

في الوقت الذي هدده فيه والده تاجر الذهب بحرمانه من الميراث إذا لم يتراجع عن انشغاله بهواية التمثيل، ضحى الفنان المصري عبد الفتاح القصري بنصيبه من ثروته، وتمسك بهوايته، بل واحترفها، ولكن لم يعط له التمثيل مثلما أخذ منه، فمات وحيداً شديد الفقر.

الفنان الكوميدي ذو الشعر الأملس والعين "الحوله" الذي أسعد قلوب الملايين في الوطن العربي، كانت نهايته حزينة بكافة المقاييس، إذ دخل في أزمة نفسيه سيئة عقب فقده لبصره أثناء تمثيله لدوره في إحدى مسرحيات إسماعيل ياسين، وهو على المسرح.

الممثل المشهور بقامته القصيرة صرخ فجأة أثناء وقوفه على المسرح قائلاً:"لا أستطيع الرؤية"، الأمر الذي لم يستطع المتفرجين تصديقه، واعتبروه جزء من أحداث المسرحية وظلوا يضحكون، حتى أخذه إسماعيل يس إلى كواليس المسرح، وتم تأكيد الخبر.

عمى "المعلم حنفي شيخ الصيادين" دفع زوجته الشابة الرابعة لطلب الطلاق، والأدهى أنها تزوجت من شاب كان القصري يعطف عليه، ليدخل بعدها في صراع مع المرض، إذ أصيب بتصلب في الشرايين أثر على مخه، مما أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة، والهذيان المستمر.

مآسي أحد أهم عمالقة الكوميديا في السينما المصرية لم تنته عند هذا الحد، إذ جاء قرار بهدم منزله، فأصبح بلا مأوى..

وعن هذه الفترة القاسية في حياة القصري، تحدثت ملكة إغراء السينما العربية هند رستم-في حوار لها مع مجلة نصف الدنيا المصرية قبل وفاتها-قائلة:" لم‏ ‏تكن‏ ‏له‏ ‏شقة،‏ ‏والفنانة‏ ‏نجوى‏ ‏سالم‏ ‏ذهبت‏ ‏للمحافظ‏، ‏وحصلت‏ ‏له‏ ‏على‏ ‏شقة‏ ‏من‏ ‏شقق‏ ‏المحافظة‏ ‏في‏ ‏المساكن‏ ‏الشعبية،‏ ‏وكان‏ ‏في‏ ‏مستشفى‏ ‏حكومي‏ "‏الدمرداش‏" ‏في‏ ‏عنبر‏ ‏من‏ ‏العنابر‏ ‏المجانية‏ ‏البسيطة‏ ‏جداً".

أحد المواقف "المبكية" التي روتها رستم في حوارها، هي أن الفنانة المصرية ماري منيب أبلغتها بسوء وضع القصري، وقالت لها إن مرضى المستشفى التي كان القصري يمكث فيها جمعوا من بعضهم أموالاً ليشتروا له "بيجاما"!، مما يوضح مدى قسوة نهاية هذا العملاق.

رستم أكدت أن فناني هذه الفترة عندما علموا بوضع القصري جمعوا من بعضهم مساعدات مالية، وقاموا بنقله لمستشفى "مبرة‏ ‏محمد‏ ‏علي"، وهناك وافته المنية عن عمر يناهز 58 عاماً في صباح 8 مارس عام 1964.

المحزن أنه لم يحضر جنازة صاحب الجمل الشهيرة " نورماندي تو"،  و" كلمتي ما تنزلش الأرض أبداً " و" يا أرض أخسفي ما عليكي"، وغيرها من اللزمات التي رسمت البسمة على شفاه الملايين سوى ثلاثة أفراد من أسرته، والفنانة المصرية نجوى سالم.