جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

توماس فريدمان: الإخوان أبهروني ونهاية مبارك مؤلمة

الاثنين 09 يناير 2012 | 03:27 صباحاً
446
توماس فريدمان: الإخوان أبهروني ونهاية مبارك مؤلمة

قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إن ماتشهده المرحلة الانتقالية في مصر الآن أمر طبيعي، لأن المرحلة الانتقالية لم تكن سهلة في أي بلد، مشيرًا إلى أنه يرى أن   مصر لم تقف ولكنها تسير إلى الأمام، وهناك أحزاب سياسية تمارس دورها بالفعل، لافتًا إلى أنه لايحب النظر إلى السلبيات أو العوائق، ولكنه يحب دائمًا أن ينظر إلى الجانب الذي يدعو إلى التفاؤل.

وعن الصراع الذي تشهده القوى السياسية في مصر في الوقت الحالي أوضح فريدمان أن هذا ناتج عن شعور الجميع بالتمكين بعد سقوط الرئيس السابق مبارك، فالمجلس العسكري يشعر بالتمكين أكثر من عصر مبارك، وكذلك الإخوان المسلمين الذين حصدوا الأغلبية في البرلمان، والأمر نفسه تكرر مع شباب الثورة الذين شعروا بالتمكين أيضًا لأنهم تقدموا الثورة، وساهموا في إسقاط النظام السابق.

الكاتب الأمريكي أوضح في مقابلة مع برنامج "مصر تنتخب" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة "سي بي سي" أنه لابد من التضافر بين كل هذه القوى،  فالسؤال الآن يكمن حول إمكانية العمل الجمعي بين كل هذه الفصائل.

فريدمان قال في جوابه على سؤال الحديدي حول مدى اندهاشه من نتيجة الإسلاميين في البرلمان وإمكانية تمثيلهم لتحالف استراتيجي لأمريكا: "عندنا أغنية تقول أنا سمعت عنك ولم أعرفك والآن أريد أن أعرفك، فهذا هو الأمر بالنسبة لأمريكا مع الإسلاميين، فلابد أن نعرف بعضنا البعض بطريقة أفضل".

توماس أوضح أن تجربة الإسلاميين في الوصول إلى السلطة في إيران متناقضة تمامًا، لأن سلطة الإسلاميين في إيران مدعومة بالثروة النفطية، ولكن بعض الأفكار المحافظة منعتهم من تحقيق التجربة الحداثية، مشيرًا إلى أن هذا الفخ لم تقع فيه السعودية، لافتًا إلى أن الأمر مختلف تمامًا مع الإسلاميين في مصر لأن سلطتهم لايدعمها ثورة نفطية، وهو الأمر الذي يمثل تحديًا أكبر، في ظل الأمور التي تحتم السعي إلى التنمية الاقتصادية.

وحول بدء التواصل بين الإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين قال الكاتب الأمريكي: " هذا المساء قابلت مسئولًا من الإخوان المسلمين وأشاد بالمسئولين الأمريكيين، وهذا معناه أن التواصل بدأ بالفعل، ولابد أن نعترف أن هذا التواصل أصبح شيئًا حتميًا،  فالفرصة الآن أصبحت سانحة تمامًا لكي نعرفهم ويعرفوننا، خاصة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما صاحب فكر منفتح وهو مايؤدي إلى سهولة إتمام هذه العملية.

فريدمان أعرب عن انبهاره من النضج الذي يتمتع به أعضاء الإخوان المسلمين، لافتًا إلى أنه يحكم بما يرى وليس بما يسمع، مشيرًا إلى أنه سألهم حول مدى التزامهم بالاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية كامب ديفيد، وجاءت إجابتهم مباشرة بأنهم لن يلغوا الاتفاقية ديفيد من جانبهم، ولكنهم سيسعون أن يتحمل كل طرف مسئوليته.

وفيما يتعلق بالمخاوف التي تشهدها الإدارة الأمريكية من الإسلاميين، قال: أكبر المخاوف هو الانهيار الاقتصادي، فإذا لم يتعاف الاقتصادي المصري  فسوف تكون مشكلة كبيرة، لأن الانهيار الاقتصادي يعقبه انهيار سياسي.

في السياق ذاته شدد توماس على أن العالم لن ينتظر أحدًا، فالكل يتسابق، ولذلك فإن مصر عليها أن تنهض مسرعة لتلحق بالركب، معربًا عن ثقته في أن مصر بها العنصر الأهم في تحقيق النجاح وهو الموارد البشرية،  ولكن ذلك يتوقف على إمكانية تلاحم  هذه القوى البشرية حتى تحقق النهضة.

وعن العلاقة بين واشنطن والمجلس العسكري قال: إن واشنطن  تنتظر لترى مرحلة انتقالية مستقرة، والجيش بالنسبة لها هو دعامة من دعائم المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أنها تنتظر تحول النظام من الحكم العسكري إلى نظام حكومة مدنية منتخبة.

وحول رؤيته للنهاية التي واجهها الرئيس السابق حسني مبارك قال: " بالطبع هي نهاية حزينة ومؤلمة، وعلى الرغم من  أن الحكم على مبارك شأن مصري خالص، إلا أنه لم يكن مثل صدام أو القذافي أو بشار، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه أخطأ أخطاء فادحة، لأن إصراره على البقاء والبطء في الاستجابة لمطالب الثوار كان خطأ استراتيجيًا قاتلًا، وهو الأمر الذي أضاع عليه فرصة عظيمة لإصلاح الأمور التي كان من الممكن أن تعالج بحكمة أكثر.