هل طلبت سوزان مبارك الحماية الأمريكية؟
قال عالم الاجتماع المصري الدكتور سعد الدين إبراهيم إن سيدة مصر الأولى السابقة، سوزان مبارك، استنجدت بالإدارة الأمريكية لإنقاذها وعائلتها من الثوار والجيش قبيل تنحي زوجها في 11 فبراير العام الماضي.
سعد الدين قال: «لقد بكت سوزان مبارك كثيرا، وتوسلت لدى الإدارة الأميركية أن ينقذوها هي وزوجها، وقامت بمحاولات مستميتة من خلال علاقاتها المتشعبة مع الإدارة الأميركية لإنقاذ زوجها، لكن لم تفلح هذه المحاولات، لأن هذه الدول في النهاية مصالحها هي التي تحدد مواقفها وليست عواطفها»، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، كشف عن أن سجالات قوية دارت داخل أروقة البيت الأبيض في تلك الفترة قائلا: «انقسمت الإدارة الأميركية داخل البيت الأبيض إلى مجموعتين؛ مجموعة متعاطفة مع مبارك على رأسها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وتدافع عنه باعتباره حليفا استراتيجيا، وكما قالت عنه (إنه وفيّ لنا)، وتعتبر أن تخلي الإدارة الأميركية عنه سيقلق باقي حلفاء أميركا في المنطقة وسيؤثر على مصالحها ككل.. وهناك مجموعة أخرى تعتمد على مقولة مفادها أنه: طالما قدمتم تأييدكم لمبارك لمدة ثلاثين عاما فلقد جاء الوقت الآن للوقوف مع الشعب المصري لعام واحد، لشهر واحد، أو حتى لأسبوع واحد، فمبارك هو الماضي، بينما الشباب في الميدان هم المستقبل، إنهم شباب مثل الشباب الذين ساهموا كذلك في إنجاح أوباما وتوليه الرئاسة الأميركية أيضا، فكيف نتخلى عنهم بعد ما قاسوه من عنف وتردّ في أسلوب مبارك ونظامه في التعامل معهم».
الصحيفة ذكرت أيضاً أن سعد الدين، الذي كان موجودا آنذاك في البيت الأبيض أضاف: «من خلال قراءتي للأحداث، فإن الجيش كان يهمه أمران أساسيان في هذا التوقيت، أولا: أن تكون المظاهرات سلاح ضغط على مبارك لإلغاء كل مخططات التوريث، ثانيا: عدم إعطائه الفرصة بأن يصدر أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين وإلا تحول ميدان التحرير إلى مذبحة كبيرة، وقد كان هذان الأمران واضحين لنا في غرفة العمليات بواشنطن».