وجدي الحكيم ينعي 30 عاماً من الغناء الوطني

قال الإعلامي المصري الكبير وجدي الحكيم إن 30 عاما من الغناء الوطني، هي فترة حكم حسني مبارك، لن يصبح لها قيمة بعد الثورة، وأصبح مصيرها مثل مصير من كتبت لهم خصيصا، صناعها من مطربين وشعراء وملحنين، تبرأوا منها، ومنهم من اعترف بندمه على هذه التجارب مثلما قال الموسيقار عمار الشريعي معبرا عن أسفه لتلحينه "اخترناك".

الإعلامي الكبير قال: ومن الطبيعي أيضا ألا تذكر منها أغنية واحدة حاليا، وأن يعود الثوار بذاكرتهم ليتغنوا بأروع ما قدم عمالقة الغناء أم كلثوم وعبد الحليم وشادية ووردة ونجاة الصغيرة وغيرهم من عمالقة الطرب العرب.

الحكيم أضاف – في حواره مع صحيفة الأهرام المصرية- فما قدم من أعمال وطنية طيلة حكم مبارك، لم يكن غناء وطنيا بل كانت أغنيات تكتب خصيصا لتمجيد الحاكم وكلها كلمات نفاق ، فقد جرت العادة في صناعة هذه الأعمال أن تكتب في مكاتب وزير الإعلام ، ولأسماء بعينها. وللأسف مصير كل هذه الأعمال هو إعدامها، لأنها لم تكتب من أجل مصر ، ولكنها كتبت لحاكم وللمناسبات.

الحكيم أكد أنه جيله قدم أعظم الأغاني الوطنية في حرب أكتوبر وغيرها من الانتصارات المصرية، وكشف عن تجاهل الإذاعة لهم فيما بعد قائلا: حجبت عنهم الأعمال وأسندت إلى أناس جدد، لم نستطع أن نجاريهم في الإذاعة، فكيف نجارى شاعرا يتقاضى 40 ألف جنيه في أغنية، فقد دفع لأحد الشعراء الشباب هذا الرقم ليكتب أغنية من الأغنيات التي لن تذاع بعد الثورة ومصيرها النسيان، في حين أن أعلى رقم يتقاضاه الشاعر طبقا للوائح الإذاعة هو 2500 جنيه عن الأغنية.

وحول تكلفة إنتاج تلك الأغاني أوضح أنها كانت تنتج من أموال الدولة، وكان يصرف عليها ببذخ، وكثير من الأغنيات و"الأوبريتات" كانت تنتج بمبالغ خيالية، متسائلا كيف ينفق على "أوبريت" مبلغ كبير من ميزانية الدولة ليخرج مجموعة من المطربين يغنون "لا وألف لا " في عصر الوزير الأسبق أنس الفقي، ولا يصبح لهذه الأعمال قيمة بعد ذلك؟!

وعن مشروع أغنيات الثورة قال الحكيم: انتهينا منه وهو من أهم المشروعات الغنائية التي ستعيد للمستمع روح الغناء الوطني الأصيل الذي يتغنى بالوطن لا بالحكام .

وأضاف المشروع به 22 أغنية ودويتوهات وأوبريتا غنائيا ، لكبار الشعراء مثل الأبنودى والضمراني ، وصلاح فايز وعماد حسن ومجدي النجار وعوض بدوى ووائل هلال وفوزية الأشعل ، ومن الملحنين صلاح الشرنوبي وفاروق الشرنوبي ، وحلمي بكر، وسامي الحفناوي، ومحمد على سليمان، وخليل مصطفى، ومحمد سلطان وأمير عبد المجيد .

وأوضح أنه سوف يتم تقديم هذا العمل في 2 فبرابر القادم في حفل اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالثورة على مسرح الجلاء بمصر الجديدة.