يحيى خليل.. فنان يتفاعل مع الواقع
لأنه مؤمن بأن الفن لابد أن يعبر عن أوجاع وأفراح المجتمع، وأن الفنان جزء لا ينفصل عن مجتمعه، قال فنان موسيقى الجاز، يحيى خليل، إنه قدم أغنيتين للثورة هما «بحلم» و«بنادي على كل واحد في مصر» موضحا أنه انتهى من الأغنيتين قبل الثورة مباشرة ولكنهما واكبا الحدث.
خليل نفى أن تكون موسيقى الجاز تستهوي فقط نخبة معينة من الجمهور بقوله: الجاز في الأساس موسيقى شعبية استطاعت أن تصل إلى كل الناس في جميع أنحاء العالم وحققت لنفسها ما لم تحققه الموسيقى الشعبية والكلاسيكية، وهى موسيقى أفريقية الأصل وانتقلت إلى أمريكا عن طريق المهاجرين الأفارقة، لذلك أعتبرها هدية أفريقية لأمريكا والعالم كله، وحافظت هذه الموسيقى على جذورها الشعبية، لذلك فهي ليست موسيقى النخبة فقط لأنها عبرت عن آمال الناس وأحلامهم ونادت بالحرية والاستقلال وانتشرت بشكل كبير في الستينيات.
خليل تحدث لصحيفة «المصري اليوم» عن الفن والواقع فقال: لا أفصل عملي الفني عن الأحداث الجارية، ومؤخرا أحييت حفلة تحت شعار «الثورة مستمرة» وأستعد لحفلة أخرى تحت نفس الشعار لأني لست مؤمنا باحتفالات الثورة التي أقيمت مؤخرا وكنت أريد أن أقول للناس الثورة مازالت مستمرة.
فنان الجاز أضاف: إن موسيقى الجاز هي فن التواصل مع الآخر، وتعتبر فنا شعبيا في الأساس يمتلك أدوات الإبداع والتعبير، ويضيف قيمة كبيرة للموسيقى والأغاني المصرية والعربية لأن من خلاله قدمت الموسيقى المصرية والعربية بشكل جديد وخرجت عن القالب الشرقي للعالمية وأكبر دليل على ذلك أنه عندما مزجت أغاني أم كلثوم بموسيقى الجاز حققت نجاحا كبيرا وأصبح هناك جمهور جديدا لتلك الأغاني، ومن هنا تظهر القيمة التي يضيفها فن الجاز في التواصل الإنساني بين الشعوب عبر تقديم الموسيقى القديمة بشكل عصري.
وعن مساهمة موسيقى الجاز في شعبية بعض الأغاني قال: شعبية الأغاني تتوقف على شخصية الفنان نفسه، فهو الذي يتحكم في ذلك من خلال ما يضيفه عليها من إبداعات وابتكارات، فكل فنان له أسلوبه، والجاز كفن يعتمد على شخصية كل فنان لأنها موسيقى مفتوحة تقوم على التجديد والابتكار.
وحول تعاونه الدائم مع موسيقيين وعازفين أجانب قال: أسعى لتطوير فن الجاز نفسه من خلال مساهمة هؤلاء الموسيقيين في عمل نهضة وإقامة ما يشبه الحوار بين فناني الجاز في الشرق والغرب، وليس بغرض فتح سوق لأعمالي في الخارج كما يتصور البعض، لأن الذي يجعل موسيقانا تنتقل للعالمية هو قيمة وأهمية ما أقدمه، وقد عملت جاهدا على تطوير هذا الفن في ظل ظروف صعبة تتمثل في فساد الذوق العام والتعتيم الثقافي والأغاني الرديئة، وسبق أن قدمت موسيقى الجاز في التليفزيون قبل أن تنتشر في المراكز الثقافية وعلى شبكة الإنترنت في محاولة للتأثير في الذوق العام للشباب وإشاعة ثقافة فن موسيقى الجاز لأنه ليس فنا فقط بل هو أسلوب حياة.