عاجل إلى محمد حسني مبارك: «منك لله»
افترشت المرأة السبعينية رصيف أحد شوارع القاهرة المزدحمة في يوم صادف الذكرى الأولى لتنحي الرئيس محمد حسني مبارك، يوم دعا فيه نشطاء سياسيون لعصيان مدني كوسيلة جديدة لانتزاع مطالب ثورة 25 يناير التي يرون أنها لم تتحق بعد.
المرأة العجوز راحت تتمتم بكلمات غير مفهومة وفجأة صاحت "منك لله" كررتها ثلاث مرات، فاقترب منها رجل يصغرها ببضع سنوات على ما يبدو، وعلى وجهه ابتسامة عريضة تكشف عن أسنان صفراء سقط معظمها.
"هو مين اللي منه لله يا أمي" سألها الرجل.. فأجابت: "هو فيه غيره مبارك وش النحس" ضحك الرجل بطريقة بدت وكأنها سخرية، ولكن قبل أن يتهمه الباقون الذين تجمعوا على صوت السيدة بأنه من الفلول قال: "ما خلاص أهو غار".
السيدة التي يمتلأ وجهها بخطوط متعرجة ومتقاطعة كأنها مستمدة من تعاريج وتقاطعات الوضع السياسي في مصر قالت: "بقالي أسبوع أبحث عن أنبوبة هو احنا مش كنا أولى من اليهود.. منه لله".
وهنا اعتلى الغضب وجوه الجميع وكأن كلمات المرأة ضربات على جرح غائر، فصاحوا في صوت واحد "منه لله" رددوا ذلك مرات عديدة وكأنها تكبيرة الإحرام في بلد لازال يمارس شعائر الثورة.
عام على خلع مبارك وكل شارع في مصر أصبح جزءًا من ميدان ملتهب، يطوف شبابه بهتافاتهم حول كعكة حجرية يرونها كعبة للحرية بينما في الشوارع الجانبية آخرون يرجمون من يعتقدون أنه إبليس النظام البائد.