حمدي أحمد لـ«Gololy»: المجلس العسكري ليس «إله» لتحقيق العدل

عُرف الفنان المصري حمدي أحمد بآرائه الثورية منذ بدايته، حرص في الكثير من أعماله على تقديم الأدوار التي تتضمن إسقاطات على نماذج حقيقية معبره عن مشاكل يعيشها المجتمع المصري.

الفنان الذي شارك في مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني منذ أن كان عمره 16 عاماً فتح قلبه لموقع «Gololy»، معبراً عن رأيه الشخصي في الوضع الساخن الذي تمر به مصر حالياً، وكشف عن جديده في العالم الفني.

استهل الفنان المصري حديثه بالإثناء على ثورة 25 يناير مؤكداً على استمرارها، ولكن قال إنه بالرغم من نجاح الثورة على الصعيد السياسي في إسقاط نظام مبارك، إلا أنها لم تغير نفوس الشعب المصري كاملاً، والدليل ظهور إعلامي التحريض، ومثيري الفتنة الطائفية، مروراً بالطامعين بالسلطة، مما وضع مصر في خطر الانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي.

حمدي استعان بالآية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» في تفسير الوضع السئ الذي تعاني منه مصر حالياً من تشتت واضح للشارع المصري، وأوضح رأيه قائلاً: «فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا داخل الجيش رجال نثق في قدراتهم، ولكن الأهم هو تطهير النفس  وتغييرها للأفضل، ثم اختيار ذوى الثقة بعد مشورة الجميع، ولكن ما حدث بعد 25 يناير كان تغيير النفوس للأسوأ».

ومقارنة بثورة 1952 للضباط الأحرار التي أخرجت مصر من عباءة الاحتلال الإنجليزي، و الملكية، فضل الفنان الثائر ثورة 25 يناير لشبابيتها، ولكن في نفس الوقت أكد أن ثورة 1952 تميزت بوجود قيادة منظمة، لم تترك البلاد للانفلات الأمني وتصالح الأحزاب على السلطة بشكل قارب معه أحد الأحزاب بالسيطرة عليها بالفعل كما هو ظاهر في مصر حالياً.

الفنان الذي أعرب في حديثة لـ«Gololy» عن أمنيته بظهور قائد يحمل كاريزما الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر أكد أن ما يعيشه الشعب المصري حالياً ليس انفلاتاً سياسياً بقدر ما هو انفلات أمني وإعلامي أثر على عقلية الشعب المصري، وأوضح ذلك بقوله :«أصبح الجميع ينطق ويردد مصطلحات دون الدراية بها، فهو يقول:«فلول- ليبرالى-يمينى– راديكالى» دون أن يحدد عمن يتحدث وتلك هي الكارثة الحقيقية».

وعن رأيه في أداء المجلس العسكري قال: «المجلس العسكري أنهى الكلام بشأنه، وقطع عرق وسيح دمه بإعلانه تسليم السلطة في غضون ستة شهور، وتعليقي أنه أدى دوره جيداً وإن شابته بعض الأخطاء شان أي حاكم لا يستطيع الإتيان بالعدل المطلق لأنه صنعة إلهية».

أما حكومة الجنزوري فيرى حمدي أنه لا يستطيع أحد الحكم على أدائها حالياً، وبرر ذلك قائلاً: « ثمار الحكومات لا تأتى بين يوم وليلة، وربما أظهرت حكومته بعض الحسنات مثل إعادة الأمن بشكل نسبى أفضل من ذى قبل، ولكننا ننتظر المزيد من حكومة لفظ مبارك رئيسها واضطهده قبلاً».

وعلى الرغم من الأوضاع السيئة التي تشهدها مصر حالياً من أزمة غاز، وانفلات أمني، واعتصامات وإضرابات فئوية مستمرة، أبدى بطل فيلم «القاهرة 30» تفاؤله بشأن أحوال مصر هذا العام الجديد، مؤكداً أنها تتجه للأفضل، معللاً تفاؤله بقوله: «استطعنا بالفعل عبور مرحلة قلب الخطر فسيكون العام القادم هو عام الخطر الخفيف، وبالتدريج سوف نعيش مرحلة ما بعد الخطر  والنقاهة ثم التقدم».

وفي ظل تصاعد التيار الإسلامي في الشارع المصري، وخوف بعض الفنانين من تأثيره على طبيعة الفن في مصر، أوضح الممثل الذي قام ببطولة ما يزيد عن 35 مسرحية و 25 فيلم سينمائي أن الفن سيمر بمراحل قلب الخطر ثم الخطر ثم العبور بسلام، وأضاف: «لا داعي للقلق فالمخاوف من التيارات الإسلامية لا أساس لها بدليل أن هناك شركات إنتاج فني ساهم في إنشائها الإخوان المسلمون».

الممثل الذي شارك بكتابات صحفية في جرائد مختلفة أبرزها الشعب، الأهالي، الأحرار، الخميس، والأسبوع معروف عنه حبه للخير، وخاصة تجاه أهل بلده المنشأة بمحافظة سوهاج، ويستغل عمله الفني في إقامة مشروعات خيرية لأهل بلده.

ومؤخراً تبرع حمدي أحمد بحوالي نصف مليون جنيه لإنشاء وحده غسيل كلوي بسوهاج، وذلك من المبلغ الذي حصل عليه نظير عمله في مسلسل«الحارة»، والذي كان أجره فيه مليون جنية، كما كشفت في حواره عن استعداده لإنشاء حضانة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هناك، أيضاً من المبلغ الذي سيحصل عليه نظير عمله في مسلسلة الجديد «باب الخلق».

حمدي أحمد أشار إلى أن أبنائه لا يعترضون أبداً على علمه الخيري، واستغلال أجوره في أعماله الفنية في خدمة أهل بلده، وبرر ذلك قائلاً: «أبنائي يعملون بالسلك القضائي، وبذلك فهم أقرب لهموم ومشاكل الناس وقد ربيتهم على ذلك».

جديد حمدي أحمد في رمضان المقبل هو مسلسل «باب الخلق» الذي أعرب عن سعادته بالعمل فيه، ويتوقع أن يفتح هذا العمل باب أمام الدراما الجيدة بعد ثورة 25 يناير، إذ يحاكي دراما إنسانية مختلفة في الشكل والمضمون.

مسلسل «باب الخلق» يشارك حمدي أحمد في بطولته مع محمود عبد العزيز، صفية العمري، وأحمد فلوكس، وتامر هجرس، وشيرى عادل، ومنة فضالى، وأحمد فؤاد سليم، ومحمود الجندي، وعايدة رياض، والراقصة دينا، وهو من تأليف محمد سليمان، وإخراج عادل أديب.