لبنى عبدالعزيز لـ«Gololy»: جمال عبدالناصر وراء هجرتي لأمريكا
اعترفت الفنانة المصرية لبنى عبد العزيز في حوار خاص لـ«Gololy» أنها اعتقدت مثل الكثيرين تفاهة شباب مصر، ولم تكن تصدق أن يقوموا بثورة ناجحة كثورة 25 يناير، مؤكده أنهم أثبتوا قدرتهم، ووصفتهم بالجيل الواع القادر على التحدي، حتى أنها تمنت إن كانت واحدة منهم.
لبنى قالت إن جيل الشباب الذين نجحوا في التمرد على نظام مبارك وإسقاطه، أثبتوا أنهم أشجع من جيلها الذي تعود على الهروب تحت أي ضغط، ولم يستطع فعل ما فعلوه مع مبارك عهد الرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
ورغم رؤيتها بأن ناصر والسادات ربما كانا أقل قمعاً وتحكماً من مبارك، إلا أنها أشارت إلى أنهما أصحاب أخطاء فادحة كانت تستوجب التظاهر، وأوضحت ذلك بقولها:«ناصر كان محبوباً إلا أنه كان ديكتاتوراً نصّب من نفسه أب لكل المصريين رغم أنه كان يكبح جماح أي شخص يريد المعارضة، وهو ما قتل فكرة الديمقراطية عند جيلنا».
أما السادات فقالت عنه: «أنتصر على اليهود ولكنه ضيع النصر بهزيمة كامب ديفيد، ورغم أنها حقنت دماء كثيرة إلا أنها أحزنت كل المصريين، وجعلتنا نعيش في غربة عن باقي أخواتنا العرب»، وأضافت: «بعيداً عن المزايا والعيوب، لم يكن من حق السادات أخذ قرار المعاهدة ضارباً بكلام رجالة من القوات المسلحة كالفريق سعد الدين الشاذلي وغيره عرض الحائط وهو بذلك أصبح ديكتاتورا أيضاً».
وعودة للوضع الحالي في مصر أبدت الممثلة المصرية تفاؤلها بخروج وطنها من «المنعطف الحالي» والذي وصفته بالـ«خطير»، لافته إلى أن مصر كانت تمر بظروف ومحن أصعب مما تعيشه الآن، ولكنها تمكنت من الخروج منها.
«سمراء النيل» أكدت أن نقطة الضعف الوحيدة في الشعب المصري، والتي يسهل من خلالها هدمه هي «الفتنه الطائفية»، وبررت ذلك في حوارها مع «Gololy» قائلة: «الشعب المصري شعب متدين يمكنه التهاون في أي شئ حتى لو وصل الأمر للقمة عيشه أو أسرته»، وتابعت:«ولكنه لا يتهاون في الأمور التي تمس العقيدة، فيكون اللعب على هذه النقطة قوياً من جانب الفلول، ومن يريد هدم البلد وضياع هيبة الدولة، لأن هذه المشكلة هي الوحيدة التي تنذر لحرب أهلية».
الحل الوحيد في رأي عبد العزيز لوأد خطر الفتنه الطائفية ذكرته بقولها:« الحل الوحيد هو تغير الفكر نفسه عند المصريين، وليس تغيير قوانين أو مناهج دراسية، ربما كانت القوانين والمناهج وغيرهم هما مفتاح تغير الفكر، ولكن تغيير الفكر من جذوره يرجع لوجود أم معتدلة في منزل يحترم عقول الآخرين، فالمشكلة كلها تكمن في طريقة النشأة والتربية».
الممثلة التي قدمت أعمالاً فنيه موجهه للطفل المصري أشهرها البرنامج الإذاعي «ماما لولو» لفتت إلى أن الأعمال التي تهتم بالطفل حالياً ليس فقط قليلة، وإنما لا تناسب طفل سيعيش في جو من الحرية بعد عام 2011، وإن أرجعت للأم المسئولية الأولى في تربية جيل قادم قادر على التحدي دون تعصب أو عنف، ولذلك ناشدت بأهمية وجود برامج توعية لربة المنزل.
عبدالعزيز أظهرت قلقها من تصاعد التيار الإسلامي على السطح السياسي، وعللت ذلك قائلة: «من يتعامل بالدين ويخلط بينه وبين السياسة يجعل من يخالفه مواطن درجة ثانية، فأتمنى أن يكون الدين خالصاً لله والوطن ملكاً لأبنائه أياً كانت معتقداتهم، ولكني ضد من يهرب من وجه السلفيين، فلقد عشت في الغربة أكثر من ثلاثين عاماً في أمريكا وأعرف جيداً معاناة المغترب».
وانتقالاً لموضوع هجرتها المؤقتة لأمريكا والتي استمرت لما يقرب من ثلاثين عاماً، نفت الممثلة العائدة للفن مؤخراً أن يكون سبب سفرها مع زوجها بسبب أفعال ما كان يسمى «البوليس السياسي» حينها أو ما كانوا يلقبونهم بـ«زوار الفجر».
السبب الحقيقي وراء سفر لبنى عبد العزيز لأمريكا وتوقف عملها الفني لفترة طويلة أوضحته قائلة: «زوجي كان يفضل الإقامة بأمريكا لطبيعة عمله، ولوجود الكتب التي يحتاجها هناك لأن في زمن عبد الناصر كانت هناك الكثير من الكتب ممنوعة التداول حتى وإن كانت غير سياسية».
وعن فترة إقامتها في أمريكا قالت: «أقمت في إحدى الشقق بأمريكا مع زوجي الطبيب إسماعيل برادة، وابتعدت تماماً عن الفن، وعملت كربة منزل فقط، أطبخ وأنظف وأرعى بيتي وأولادي، حتى توفى زوجي وكبرت بناتي، وهنا أدركت أني أديت رسالتي، وقررت العودة لمصر لأتابع فني».
«عروس النيل» أشارت إلى أنها تعيش الآن في شقتها بالزمالك، وكشفت عن أن بناتها يعشن في أمريكا، وقد احتفلت مؤخراً بزفاف إحداهن إلى أحد زملائها، لافته إلى أنها أدت واجبها تجاه بناتها وقالت: «ربيتهم على ما ربتني عليه جدتي وأمي من الاهتمام بالمنزل وطاعة الزوج، كما علمتهم نفس تعليمي، وهن يتحدثن الانجليزية والفرنسية بطلاقة».
الفنانة التي يُعرض لها حالياً فيلم «جدو حبيبي» خصصت جزء من حديثها لـ«Gololy» عن الممثل الراحل عمر الحريري الذي شاركته آخر مسرحية قامت ببطولتها «سكر هانم»، وعنه قالت: «أريد الحديث عن الحريري الإنسان الذي لم يأخذ حقه في البطولات والنجومية بما يكفي، رغم قدراته المميزة، فكنت عندما أجده بجواري على خشبة المسرح أشعر إنني مازلت في الخمسينات والستينات في زمن العمالقة مما أعطاني دفعات كبيرة لإعادة الثقة بنفسي».