وفاة ثروت عكاشة.. واضع حجر أساس بنية الثقافة في مصر
غيب الموت أمس الاثنين الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء المصري الأسبق، عن عمر يناهز 91 عاما بعد أزمة صحية ألمت به، ومن المقرر أن تشيع جنازته غدا الأربعاء.
مثقفو مصر يعتبرون عكاشة واضع حجر الأساس للبنية التحتية والمشروعات الثقافية الضخمة التي شهدتها مصر إبان عهده الذي امتد من 1958 حتى 1961، ومن 1966 حتى عام 1968.
ولد عكاشة عام 1921 في القاهرة، وتخرج في الكلية الحربية عام 1939 ليلتحق بصفوف القوات المسلحة، ثم تخرج في كلية أركان الحرب عام 1948، كما حصل على دبلوم الصحافة من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) عام 1951، ومع قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 أصبح رئيسا لتحرير مجلة «التحرير».
الراحل عمل ملحقا عسكريا في السفارة المصرية في بون ثم باريس ومدريد خلال الفترة من 1953 إلى 1956، ثم سفيرا لمصر في روما عام 1957، وفي عام 1958 عينه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزيرا للثقافة والإرشاد القومي، وذلك حتى عام 1962، وخلال تلك الفترة حصل على دكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس عام 1960.
ثم اختير أستاذا زائرا بالكوليدج دو فرانس بباريس في قسم «تاريخ الفن» 1973، وانتخب زميلا مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية في عام 1975، كما انتخب رئيسا للجنة الثقافة الاستشارية في معهد العالم العربي بباريس منذ 1990 إلى 1993. كما كان عضوا في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو بباريس خلال الفترة من 1962 إلى 1970.
عكاشة حصل على جوائز كثيرة؛ منها وسام الفنون والآداب الفرنسي عام 1965، وعلى «وسام جوقة الشرف» الفرنسي بدرجة كوماندور عام 1968، وفي العام نفسه حصل على الميدالية الفضية لليونيسكو لجهوده في إنقاذ معبدي أبو سمبل وآثار النوبة، كما حصل على وشاح النيل، أرفع أوسمة الدولة المصرية.
ومنحته الجامعة الأميركية في القاهرة دكتوراه فخرية في العلوم الإنسانية عام 1995، وفي عام 2002 حصل على جائزة مبارك (النيل حاليا) وهي أكبر جوائز الدولة في الفنون.
بدأ الدكتور ثروث عكاشة في عام 1963 إعداد موسوعة «فنون عصر النهضة» التي تضم معلومات عن الأساليب الفنية في 3 مجلدات «الروكوكو» و«الباروك» و«الرنيسانس»، وأنجزها عام 1997، ثم أضاف إليها بعد ذلك مجلدات أخرى عن تاريخ الفنون في حضارات الشرق. ومن أبرز إنجازات عكاشة الثقافية، قيادته حملة إنقاذ آثار النوبة ومعبد أبو سمبل ومعبد فيلة عند إنشاء السد العالي، وإنشاء أكاديمية الفنون.
كما أنه صاحب الفضل في إنشاء قصور الثقافة في جميع أنحاء مصر، وإنشاء فرقة الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، وإنشاء الفرقة القومية للفنون الشعبية، وإنشاء فريق باليه أوبرا القاهرة، وفريق أوبرا القاهرة، وإنشاء السيرك القومي.