محمد راضي لـ«Gololy»: تجاهلت الضربة الجوية في «حائط البطولات» فمنعه مبارك
كشف المخرج محمد راضي أن فيلمه الملحمي "حائط البطولات" الذي يرصد أحداثا مهمة في حرب أكتوبر منعه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، لأن الفيلم تجاهل الضربة الجوية، مشيرا إلى أن الفيلم تكلف 20 مليون جنيه وتم إنتاجه منذ 14 عاما.
الفيلم الذي استمر تصويره نحو عام ونصف وصفه راضي بأنه "فيلم للتاريخ"، مشيرا إلى أنه يسجل حقائق مهمة عن الحرب المجيدة، مؤكدا أنه استعجب من عدم عرض الفيلم في وقته رغم عرضه على الجهات الرقابية، واشتراك اتحاد الإذاعة والتليفزيون في إنتاجه.
راضي فتح تلك الصفحة في حواره مع "Gololy" وقال: "فيلم "حائط البطولات" موجود في العلب، هو جاهز وكنا قد بدأنا الإعداد له مع بداية عام 1998 وبدأنا تصويره في أواخر نفس العام واستمر التصوير لمدة سنة ونصف السنة تقريبا وانتهينا من جميع مراحله سواء كان مكساج أو مونتاج وغيرهما وسيتم عرضه إن شاء الله في موسم الصيف السينمائي القادم".
الفيلم استغرق وقتا طويلا للتصوير غير معتادين عليه في السينما المصرية، وهذا ما يعلله محمد راضي بقوله: "لأنه فيلم كبير وموضوعه يتناول حرب أكتوبر وكيف تم بناء حائط الصواريخ والذي أطلقنا عليه حائط البطولات ليكون اسم الفيلم، وهذا الحائط تم إعادة بنائه أثناء فترة حرب الاستنزاف بقيادة المشير محمد على فهمي قائد قوات الدفاع الجوى في ذلك الوقت".
المخرج أضاف: "استشهد خلال عملية البناء مجموعة كبيرة جدا من المصريين سواء من قوات الجيش أو العاملين المدنيين والذين تولوا بناء الدشم والقواعد الخاصة لوضع الصواريخ وكانت إسرائيل تقوم بعمل غارات جوية يوميا لضرب هذه القواعد التي امتدت بطول حط القناة أي لمسافة " 180 " كيلومتر وذلك لحماية المنشآت المصرية وحماية سماء مصر بعد هزيمة 1967".
ولكن كيف تم بناء هذه القواعد إذا كانت إسرائيل تقوم بضربها يوميا؟.. يجيب راضي: "العدو الإسرائيلي أطلق على هذا المشروع وهو بناء حائط الصواريخ "عش الغراب" وجولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة قالت هذا من خلال بعض تصريحاتها للصحف الإسرائيلية لأن الطيران الإسرائيلي كان يدمر القواعد اليوم وغدا تكون شامخة مرة أخري وكان ذلك يسبب ذعرا لهم".
والفيلم طبقا لراضي فإن الفيلم يتحدث عن هذه الغارات، ويركز على مواجهة الأبطال المصريين بأجسادهم وتصديهم لتلك الغارات، وهناك يوما خالدا وهو يوم 30 من أغسطس عندما تم استخدام هذه القواعد بعد استكمالها في تدمير "18 " طيارة ميراج فانتوم إسرائيلية وهذا اليوم عرف بيوم الدفاع الجوي.
أما قصة الفيلم فكتبها إبراهيم رشاد واشترك فيها اللواء مصطفي بدر وشارك في كتابتها محمد راضى وكل ذلك تحت إشراف المشير محمد على فهمي والذي قام بتوثيق جميع المعلومات والأحداث والمعارك من خلال أصحابها لأنه كان يريد عمل فيلم كوثيقة عسكرية للأجيال القادمة.
راضي أكد أنه لا يعرف بالتحديد سبب عدم عرض الفيلم حتى الآن، مشيرا إلى أنه لم يقم بحذف أو إضافة أي مشهد أثناء التصوير، وقال متسائلا: "كيف أفعل ذلك وأنا أساسا كنت في غاية السعادة من القصة والمجهود الذي تم بذله للحصول على معلومات مؤكدة على ألسنة أصحابها خاصة وأنا أصنع فيلما للتاريخ؟".
إذا أين المشكلة؟.. يقول راضي: "المشكلة أن هناك بعض الأشخاص اعتقدوا أنهم يملكون التاريخ وحدهم فقط وأن مصر من حقهم فقط وليس للآخرين أي حق فيها وهم فقط من يحافظون على تاريخ مصر ..هم اعتقدوا ذلك". ولكنه رفض أن يذكر أسماء بالتحديد، ولكنه أكد أنهم وقفوا أمام عرض الفيلم.
وهؤلاء تابعين لمؤسسات ليست رقابية، ولكنها مهمة، وأشار راضي إلى أن الهدف الأساسي هو مجاملة الرئيس السابق محمد حسني مبارك وإرضاؤه وأكيد أو ربما نقلوا له معلومات خاطئة عن الفيلم.
المشكلة أن الفيلم تم تصويره تحت إشراف مؤسسة مبارك هو قائدها، وربما لأن راضي تجاهل الرئيس السابق تماما في الأحداث رغم أنه يتم الترويج لأنه هو بطل الحرب الأول والأخير، يعلق راضي: "أنا لم أتناول الضربة الجوية التي يتحدثون عنها فأنا أتكلم عن بطولات الدفاع الجوى وحائط الصواريخ التي قام بها المشير محمد على فهمي وضباطه وجنوده فهو خاص بهذه القوات بعيدا عن القوات الجوية التي كان مبارك يترأسها كما أنني أنهيت الفيلم بساعة الصفر واستعداد الطيران للقيام بمهامه الحربية في المعركة"
ولكن ما حقيقة حذفه مشاهد كانت تخص مبارك؟.. يجيب راضي: "إطلاقا أنا لم أذكره على الإطلاق لأن القصة لم تتناوله فكيف أحذف وكما قلت أنا أتعامل مع فيلم يعتبر من وثائق حرب أكتوبر وهو تأريخ للمؤسسة العسكرية"، وأشار إلى أن الفيلم تم عرضه عرضا خاصا حضره مجموعة من التليفزيون ومجموعة من أفراد المؤسسة العسكرية وأسرة الفيلم والرقابة على المصنفات الفنية ولم يكن هناك أية ملاحظات على الإطلاق وقالوا أنه فيلم جيد جدا".
الإثناء على الفيلم والإشادة به لم يكن كافيا للسماح بعرض الفيلم، إذا ما السبب بالتحديد؟.. يجيب راضي: "لا أعرف"، ويضيف: "أنا فوجئت أن التليفزيون يرفض استلامه وطلب تأجيل الاستلام دون تبرير ذلك كما تم رفض عرضه سينمائيا أيضا".
ويبدو أن راضي لم يكن في حساباته أن تقف مؤسسة الرئاسة لأنه لم يحابي مبارك، غير أن تكلفة الفيلم المرتفعة وضعت علامات استفهام كبيرة، يقول راضي: "الغريب أن التليفزيون شارك الدكتور عادل حسني في إنتاج الفيلم لكن أعتقد أنهم خافوا من استلامه".
وعلى سيرة إهدار المال العام بعد تكلفة الفيلم 20 مليونا، قال راضي: "هم لم يهتموا بذلك وهذا لا يمثل لهم شيئا بجانب ما يتم إهداره من مال وقتها فهم كانوا يهدرون ملايين الملايين في إنتاج مسلسلات درامية وكانت ميزانياتها مبالغ فيها"، وأنهى راضي كلامه عن الفيلم برسالة يوجهها المخرج للنظام السابق قال فيها: "يمهل ولا يهمل ..إن ربك لبالمرصاد لأن الشعب المصري لا يستحق ما فعله النظام السابق فيه".
ومحمد راضي دائما أفلامه ما تقترب من الموانع الرقابية، وكان أولها فيلم "المقيدون من الخلف" و"الحاجز" وهما يتحدثان عن سلطة القهر، يقول راضي: "المقيدون للخلف هم الشباب الذين يتعرضون للقهر.. الأسرة المصرية أيضا من خلال المحظورات التي كانت مفروضة عليها لكن في النهاية وفي لحظة تحطمت هذه القيود".