عمر سليمان رجع في كلامه!
بعد مرور أقل من يومين على اعتذاره رسمياً عن الترشح لرئاسة مصر، عاد اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، ليعلن في بيان رسمي أيضاً عن نيته خوض سباق الرئاسة المصرية المزمع إجراؤه في شهر يونيو المقبل.
سليمان قال في بيان العودة: "الإخوة والأخوات من أبناء مصر الغالية، لقد هزتني وقفتكم القوية وإصراركم على تغيير الأمر الواقع بأيديكم، إن النداء الذي وجهتموه لي أمر وأنا جندي لم أعص أمراً طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك في الترشح، رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات".
وأضاف: إن نداءكم لي وتوسمكم في قدرتي هو تكليف وتشريف ووسام على صدري، وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة خلال يوم السبت، مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمداً على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري في الأمن والاستقرار والرخاء.
رئيس المخابرات العامة السابق، كان قد برر اعتذاره عن خوض انتخابات الرئاسة بوجود معوقات متصلة بالوضع الراهن ومتطلبات الترشح الإدارية والتنظيمية والمادية التي تفوق قدراته، وغير ذلك من الأمور التي تتنافى مع مبادئه التي يعتنقها طوال حياته، فضلا عن رغبته في الحفاظ على تاريخه.
ما بين خطاب الاعتذار وخطاب العودة أقل من 48 ساعة، مع ثبات موقف المؤيدون، فهل تغير الوضع الراهن للبلاد، وأصبحت تحسنت قدرات السيد سليمان خلال هذه الفترة الوجيزة بحيث أنها سوف تتغلب على متطلبات الترشح الإدارية والتنظيمية والمادية؟.
وإذا كانت الأمور المادية والإدارية يمكن التغلب عليها في زمن لا يتعدى اليومين، فماذا عن المبادئ التي يعتنقها طوال حياته، والتي كانت أيضا ضمن الأشياء التي تمنعه من الترشح، وهل قرر نائب رئيس الجمهورية، ورئيس جهاز المخابرات السابق، أن يغامر بتاريخه الذي كان يريد الحفاظ عليه بحسب ما جاء في بيان الاعتذار؟.