محمود الجندي لـGololy: مبارك قال لي البلد عايزاك.. وهذه ذكرياتي معه في الطيران
يعرف الجميع محمود الجندي الفنان، ولكن القليل.. بل القليل جدا من يعرف أنه في الأساس محارب قديم وعسكري منضبط في فترة حالكة ساد فيها الظلام، شارك مع القوات الجوية في حرب 73 كضابط فني في وقت تولى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك قيادة هذه القوات والتقى به كرئيس وضابط عامل في موقف يدل على التغير الجذري الذي أصاب مبارك بعد توليه الرئاسة.
محمود الجندي الذي يراه الكثيرون الجندي المجهول الذي يساهم في نجاح أي عمل فني يشارك به ربما لم يحالفه الحظ ليكون فتى الشاشة الأول ولكنه بحنكته استطاع أن يقنعنا بفنه الراقي ولمساته السحرية في تلك الأعمال.
"مبارك كان كويس بس السلطة عمت عينه".. بهذه العبارة البسيطة بدأ الجندي حديثه لـGololy مفجرا عددا من المفاجآت والآراء الصادمة عن النظام السابق.
جعبة محمود الجندي عن القوات المسلحة مليئة بالذكريات عن مبارك، بدأ الفنان سردها لـGololy بقوله: "التحقت بالقوات الجوية في وقت تولى المخلوع قيادتها والحق يقال إنه كان قائد ملتزما وصارما ومتفاني في خدمة بلده وقد التقيت به بعد إجرائي مخالفة حيث تركت موقعي بالقرب من السويس وذهبت للمدينة لمشاهدة أحد الأفلام في السينما وذهبت إليه في مركز القيادة وقال لي "إنني لن أؤذيك ولكن لا تترك موقعك مرة أخرى لأن البلد تحتاج لكل منا وإذا ترك أحدنا مكانه اعتمادا على الآخرين فلن ننتصر على اليهود أبدا".
الفنان يضيف: "وقتها حاولت تبرير موقفي بأني عاشق للتمثيل وأن هذه الغلطة لن تتكرر، بعدها تولى مبارك رئاسة الجمهورية وفرحت بذلك كثيرا ولكنني لم أكن أعلم أن للسياسة فكر آخر وأنها تستطيع أن تحول الحمل الوديع لذئب مفترس وبعد قيام الثورة ومعرفتي بالفساد الذي فعله وخاصة تواطؤه مع اليهود في صفقة الغاز والقضية الفلسطينية وكذلك شهداء الحدود من أبناء القوات المسلحة، وأخيرا تركه الحبل على الغارب لابنه وشلته ليعبثوا في الأرض فسادا وخطته مع الهانم لتولى ابنه الرئاسة بمساعدة رجال الوطني المنحل والعادلي وزبانيته جلست بعدها لأعقد المقارنة بين ما فى هذا الرجل المليء بالالتزام وكيف أن المنصب يغير الفكر بحيث يصبح المدافع عن دماء الأبناء هو نفسه قاتلهم، وأدركت أن الكرسي مغرى".
ولكن ما الإجراء الذي يمكن اتخاذه لجعل كرسي الرئاسة غير مغر بهذا الشكل؟ يقول محمود الجندي لـGololy: "يجب محاكمة من يجلس هذا الكرسي باستمرار، لكي يتغير فكر الناس عن السلطة، بحيث لا تصبح المسؤولية مطمعا، ويصبحون أكثر خشية من الرئاسة، حتى لو عرضت عليهم".
وباعتباره رجلا عسكريا في الأصل، قيم محمود الجندي الأداء السياسي للمجلس العسكري بقوله: "المجلس العسكري جيد ولكن يشوبه بعض الأخطاء مثل إرجاء انتخابات في الوقت الحالي والتعديلات الدستورية التي لاقت استهجانا من الجميع ولم يوافق عليها سوى الأحزاب المنظمة وهم الإسلاميين، والخلاصة على العسكري أن يسلم السلطة في أقرب وقت للثوار والمدنيين، لأنهم الأحق بها نظرا لأنهم دفعوا الثمن بدماء الشهداء".