جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

وفاة المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي

السبت 16 يونية 2012 | 02:47 صباحاً
القاهرة ـ Gololy
685
وفاة المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي

توفي المفكر والفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه جارودى عن عمرٍ يناهز 98 عامًا، فى مدينة مرسيليا، بفرنسا، وسوف يقام موكب دفن "جارودى" يوم الاثنين المقبل، بمقبرة بلدية شامبينى- سور- مارن جنوب شرق باريس.

روجيه جارودى ولد في 17 يوليو عام 1913  في مرسيليا لأب ملحد وأم كاثوليكية، وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة عام 1953، ثم الدكتوراه في الحرية من موسكو عام 1954.

جارودي اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفى عام 1937 عين أستاذًا للفلسفة في مدرسة الليسيه، وخلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب بالجزائر بين 1940 و1942، وفى عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان، وأصدر أول مؤلفاته عام 1946.

في عام 1970 طرد من الحزب الشيوعي الفرنسي لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفيتى، وفى نفس العام أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وظل مديرًا له لمدة عشر سنوات.

أولى محطات التصادم بينه وبين الصهيونية كانت بعد مذبحة صابرا وشاتيلا في لبنان عام 1982، حيث نشر مقالة في صحيفة "لوموند" تحت عنوان "معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان"، وقد وقع البيان مع "جارودى" كل من الأب ميشيل لولون والقس إيتان ماتيو. وكان هذا البيان بداية صدام "جارودى" مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.

فى عام 1998 حكمت محكمة فرنسية على "جارودى" بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين، فيما عرف بمحرقة اليهود، حيث رأى أن ادعاء اليهود حدوث محرقة تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية شملت ستة ملايين يهودي أمر مبالغ فيه جداً وهو الأمر الذي أكّده في كتبه التي زادت على الخمسين كتاباً واضطره ذلك إلى مواجهة المحكمة الفرنسية سنة 1988 بدعوى معاداته للسامية، وحكم عليه بغرامة مالية قدرها 50 ألف دولار.

وعرف عن فكر "جارودى" أنه ظلّ ملتزمًا بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها في الحزب الشيوعي، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه، فظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا، وفى كتاب "الإسلام دين المستقبل" يقول جارودى عن شمولية الإسلام: "أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان في قبوله لأتباع هذه الديانات في داره منفتحًا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة أنه في إطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش لهذه الحضارات. بل أيضا إعطاء زخم قوى للإيمان الجديد.