جدل حول جنازة حسني مبارك؟

المطلعون على الحالة الصحية للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك يؤكدون أنه لن يعيش كثيرا، بل إن أيامه في الحياة تكاد تكون معدودة، لكن الأمر في النهاية بيد الله، وإن كان هذا لا يمنعنا أن نتخيل مصر يوم وفاة مبارك.

مصر كلها خرجت تودع الرئيس عبد الناصر في جنازة يعتبرها المؤخرون أنها الأضخم في تاريخ البلاد، كما أعلن أغلب المصريين الحداد على الرئيس السادات حينما رحل، لكن مبارك لن يجد كثيرون يودعونه.

المصلحة هي التي كانت تحكم علاقة مبارك بحاشيته، والمصلحة بالتأكيد ستنتقل إلى أحمد شفيق مباشرة، وذلك في ظل توقعات بفوزه في سباق الرئاسة.

أبناء مبارك لا يعشقونه شخصيا، ولكن يريدون الحفاظ على مصالحهم، والدليل أن أحدا منهم لم يظهر بعد الحكم عليه بالمؤبد، وفي المقابل لا يمكن أن تلوم من سيشمتون في موت مبارك أو يفرحوا فيه، خاصة أهالي الشهداء الذي كان مسؤولا عن قتلهم بشكل مباشر.

الحديث الآن يدور حول حق مبارك في جنازة عسكرية أم أن جنازته ستكون عادية.. قانونيون يرون أن الرجل لو مات الآن، سيكون من حقه جنازة عسكرية، لأن الإدانة ليست بشكل كامل، فهناك لا تزال مرحلة النقض التي يمكن أن يحصل فيها على البراءة.

هنا السؤال الأصح هو: هل إذا مات مبارك ستكون له جنازة معلنة من الأساس عسكرية أو غير عسكرية؟.. إنهم يختلفون هل يتم دفنه إلى جوار حفيده محمد علاء، أم في مقابره التي تملكها القوات المسلحة والتي بناها عندما كان في القوات الجوية، وكأن المشكلة في مكان الدفن.

ولأنه من الصعب أن يسير أمنا مع جنازة شخص تسبب في قتل مئات الثوار، فإن مصر ستكون في ورطة يوم وفاة مبارك، حتى وإن حلت وفاته مشاكل كثيرة.