سمير صبري يروي لـGololy حكايته مع «ياجوري» أشهر أسير إسرائيلي في حرب أكتوبر
فنان وإعلامي كبير استطاع عمل العديد من الانفرادات الحوارية التى لم يسبقه إليها أحد فهو واحد من أبناء التليفزيون المصري ومؤسس برامج التوك شو فيه، شارك نجوم الزمن الجميل أعمالهم وصار واحدا منهم ولم ينس طبيعة المرحلة الحالية فعمل مع الشباب وظلت الانفرادية محفورة فى وجدان المصريين.
سمير صبري الذي عانى من ضياع تراثه الإعلامي في مكتبات التليفزيون بدأ يعرض على المسئولين ترميم هذا التراث وربما كان انشغاله بالتراث هو ما دفعه للإقدام على إنتاج عمل عن الراحل السابق لعصره محمد فوزي.
صبري يتحدث لـGololy عن ماضيه مع برامج التوك شو وعن قصته مع عساف ياجوري أشهر أسير إسرائيلي في حرب 1973.
الفنان يقول: "عندما دخلت عالم الفن والإعلام كنت صغيرا وكانت طموحاتي أكبر من عمري فقد تعرفت على العندليب وعمري لم يتجاوز الخامسة عشر وقد ابتكرت طريقة جهنمية لأجعله يتوقف ويكلمني وهي أنني ادعيت أنني شاب أمريكي مقيم في القاهرة واعتمدت على طلاقتي في الإنجليزية وهو ما أقنعه بموهبتي في التمثيل وقدمني بعدها للفنانة لبنى عبد العزيز التي كانت مسؤولة عن ركن الأطفال في الإذاعة، وبعدها انطلقت لعمل العديد من البرامج وأهمها النادي الدولي الذي قدمني كإعلامي صاحب انفرادات".
وبحسب الفنان فإن برنامج النادي الدولي وقتها كان يراه كل المصريين، ولم يكن الهدف منه سوى عرض النجوم للجمهور للحوار معهم حول حياتهم والمنعطفات التاريخية عندهم وغير ذلك، وأحيانا كان البرنامج بمثابة استجواب لبعضهم.
أشهر انفرادات سمير صبري في "النادي الدولي" كانت حواره مع الأسير الإسرائيلي عساف العقيد ياجوري، ويقول عن تلك التجربة: "اليهود هم اليهود في كل وقت ومكان، هم يعرفون حجمهم الطبيعي رغم كل الغرور الذي يظهرونه والعجرفة التي طالما تفاخروا بها عن قوة الآلة الإسرائيلية أما الآن فهم أقوى وأكثر غرورا بسبب دعم أمريكا لهم وضعف العرب وتفككهم عن ذي قبل، وياجورى كان عنيدا ولكنه تميز بحسن تقدير الموقف فقد شهد للمصريين بالشجاعة والإقدام وحسن التخطيط".
صبري يصف حواريه مع العندليب والبابا شنودة الثالث اللذان استضافهما لاحقا بأنهما كان لهما مذاق خاص، ويقول: "لقد كان لي شرف لقائهما في برنامجي "النادي الدولي" وذكرياتي مع العندليب تتعدى ذكريات الحوار فهي علاقة صداقة امتدت لأكثر من 15 عام منذ أن قابلته صغيرا فى الشارع الذى كنت أسكنه بعدها تعددت اللقاءات التي جمعتنا بالصدفة حتى قررت أن أستضيفه في البرنامج وفاجأني بموافقته منذ اللحظة الأولى".
الفنان يضيف: "العندليب خلف الكواليس إنسان حساس جدا ربما أكثر مما كان يظهر في أغانيه وكذلك فهو من أذكى الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي فلم يكن يريد خسارة أحد من زملائه أو جمهوره وكان في كلامه حياديا حتى على منافسيه وأشهرهم "فريد الأطرش".
أما البابا شنودة فيقول عنه صبري: "لم يكن بالرجل العادي فقد كان مثقفا لأقصى حد وواعيا بكل ما يقول وكثيرا ما داعبني قبل التصوير وبعده، وفى مرة داعبني قائلا أنت فعلا "سمير صبري"؟ فقلت له نعم قال لي أقصد أنك مسامر جيد وصبور وتستطيع انتزاع الكلمات من الضيف بهاتين الصفتين".
من أكثر الأشياء التي يستاء منها سمير صبري هو عدم الاهتمام بشرائط تلك اللقاءات من قبل إدارة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فهي حبيسة المكتبات أوشكت على التلف، ويعبر عن استيائه بقوله: "كنت أتمنى من أن يتبنى التليفزيون مسألة الاعتناء بهذا التراث، وعدم تركه للعتة، وعن نفسي مستعد لارتداء "الأفارول" ودخول المكتبات والمخازن واستعادة الشرائط النادرة وترميمها على نفقتي الخاصة".
ورغم استيائه فإن سمير صبري يرى أن أداء التليفزيون تحسن بعد سقطته وقت ثورة 25 يناير، ويقول: "أصبح يستضيف الضيف وضده ويسمح بالإدلاء بكل الآراء حتى التي تنتقد وزير الإعلام أو الحكومة أو المشير ولكن مازالت الوصمة والانطباع الأول سبب في كسرته حتى الآن".
وعن الأوضاع السياسية الحالية في مصر قال سمير صبري: "كنت أتمنى أن يتم تقليص الفترة الانتقالية حتى تدور العجلة كما كانت وأفضل لأن الفساد وقع مع بداية الثورة، صحيح أنها لم تكتمل ولم تحقق الكثير من أهدافها ولكنها البداية التي أرى أنها ستتواصل لتصل بمصرنا لنهاية مشرقة تجعلها في مصاف الدولة المتقدمة".