جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

فنانو مصر يتنافسون باللحية والجلباب في دراما رمضان

الخميس 19 يوليو 2012 | 08:51 صباحاً
القاهرة - دينا المصري
433
فنانو مصر يتنافسون باللحية والجلباب في دراما رمضان

ربما كان احتفاء صناع الدراما بكل ما هو ثوري جديرًا بالاهتمام خاصة وأن رمضان هذا العام يأتي بتسليط الضوء على كل الآليات الفاعلة في ثورة 25 يناير، ولم تكن الجماعات الإسلامية بمنأى عن الأحداث، فصعودهم الواضح لسدة الحكم من خلال البرلمان وتحول المحظورة إلى محظوظة والسلفيين إلى نواب دفع صناع الدراما إلى الالتفات لهذا التغير والتطور الجذري في نسيج المجتمع المصري.

جاء تركيز الدراما على الثورة من خلال شخصيات رجال الشرطة و«البلطجية» وشباب الثوار الليبراليين، وكان منظر السلفي المتشدد هو المتصدر لأكثر من سبعة أعمال.

مسلسل «باب الخلق» الذي أعاد الساحر محمود عبدالعزيز للدراما التليفزيونية بعد غياب يجسد فيه الفنان سناء شافع شخصية «الشيخ مرسي»، وهو رجل متعصب وذو آراء متشددة  وتدور الأحداث قبل اندلاع الثورة لتحكي قصة هذا الشيخ الذي يحاول السيطرة على كل شيء، وفرض آراءه الغير مستنيرة على عامة الناس، وإن كان العمل يرمى في إسقاط واضح وصريح على ما يحدث الآن من محاولة ممنهجة لأصحاب التيارات الإسلامية لفرض رأيهم واتخاذهم من الدين شعاراً للسيطرة على العقول البسيطة، وما يريدون فعله من منع الفنون.

ويتجسد هذا من من خلال هذا المرسى الضرير الذي لا يتوانى عن تكفير المجتمع وتحريم السياحة والمقاهي والأضرحة، ورغم أنه ضرير إلا أنه ينصب من نفسه أميراً وحاكماً لا يرد له طلب، ولا يناقش فيما يرى لأنه الوحيد العلامة، وما دونه فهم كفار.

أما مسلسل «البحر والعطشانة» فهو يعرض لشخصية المتطرف المغلوب على أمره بعد أن حدثت له عملية غسيل مخ تحت وطأة الظروف الصعبة من بطالة وإجحاف وسيطرة النظام الفاسد على كل شيء، ويقوم باصطياد هذا الشاب مجموعة من المتطرفين ليكون عضواً في جماعتهم وينجحون في ذلك.

هذا الشاب يجسده الفنان أحمد فهمي الذي استعد لأداء الدور بإطلاق لحيته تماشياً مع شخصية يوسف في هذا العمل، وتتوالى الأحداث ويكتشف «يوسف» أن هذه الجماعة التي انتمى إليها تهدف لأعمال العنف والإرهاب والتخريب، ويحاول الانفصال عنهم ولكنه يجد صعوبة في ذلك.

ويتعرض مسلسل «الأخت تريزا» لشخصية المتطرف، ولكن من وجهة نظر إنسانية، والسبب الذي جعلته يندمج وسط جماعة متشددة، وذلك من خلال الفنان أحمد عزمي الذي يجسد دور الشاب الصعيدي «حربي» الذي يجنده صديقه «كامل» ويجسده أشرف مصيلحى، لصالح إحدى الجماعات المتطرفة، ويتعرض بسبب انضمامه إليهم لتعقب رجال أمن الدولة، مما يسبب له أزمات نفسية، والعمل يلقي الضوء على طريقة تنظيم تلك الجماعات، والسبب وراء كبتها، وبالتالي استفحال شرها بعد الثورة.

أما مسلسل «ويأتي النهار» فيتحدث عن السنوات السابقة للثورة، وينوه عن وجود الجماعات الإسلامية التي استفحل شرها في السبعينات من القرن الماضي، والعمل يغوص في أعماق الشخصية المتطرفة ومرجعيتها والأيادي التي تحاول تحريكها، وذلك من خلال «كمال جرس» المحامي، ويجسده عزت العلايلي، وهو قبطي يحاول العيش بسلام، ولكن لا يتركه المتطرفون بل يحاولون السيطرة عليه باعتباره أحد أعدائهم، ويتعرض العمل للطريقة التي يسير على نهجها المتطرفون ومحاولاتهم الدائمة لإقصاء كل من هو ضدهم حتى وإن كانت الظروف هي التي أوجدته في الطريق، كما يناقش الفتنة الطائفية ومحاولات البعض لإشعالها في عهد النظام البائد.

أما مسلسل «الهروب» لبطله «كريم عبدالعزيز» فيحاول إلقاء الضوء على نماذج  حياتية مختلفة من التنظيمات السرية للإسلاميين سواء كانت هذه النماذج معتدلة أم متطرفة، ويجسد الفنان «ياسر الطوبجى» دور أحمد شقيق البطل الذي تؤثر عليه بعض الأفكار السلفية فبدا في إطلاق لحيته، ويلتقي بأقرانه داخل المنزل الذي يقيم فيه مع شقيقه وتنقلب حياة الاثنين رأساً على عقب بسبب ذلك، لأن أمن الدولة لم يكن ليهدأ له بال حتى يلقي القبض على أحمد.

ويلاحظ أن الكاتب «بلال فضل» حاول عمل نوعاً من التوازن في تقديم شخصية السلفي، حيث قدم أحمد الشخصية المستنيرة إلى حد ما، وقدم أيضاً شخصية المتزمت وهو زوج «هدى» شقيقة كريم عبد العزيز، والتي تزوجت من سلفي يجبرها على ارتداء النقاب وإنجاب العديد من الأبناء في فترة زواج قليلة مما يرهقها صحياً ونفسياً، وربط تلك الأحداث بمطاردات أمن الدولة للإسلاميين وذويهم، وما سببه ذلك من مشاكل نفسية نجني ثمارها الآن بعد أن اعتلوا سطح الأحداث الأخيرة.

أما مسلسل «طرف ثالث» ويلعب بطولته الصاعد «محمود عبد المغني» فيتعرض للإسلاميين بعد الثورة، وربما كان هذا العمل هو الوحيد الذي تطرق للفترة الانتقالية، واقتحم دهاليز التنظيمات الإسلامية في بداية نشأة أحزابها السياسية.

المسلسل يستعرض تأثير قادة الجماعات والأحزاب الإسلامية على البسطاء وإقناعهم بالتعديلات الدستورية، أو حشدهم لإنجاح مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية واستخدامهم في ذلك للمساجد، وإعطاء صكوك الفقراء والجنة أو التكفير والنار وكذلك ترهيب البسطاء من المصطلحات التي يجهلوها، وذلك بالتأكيد على أن الليبرالي هو كافر مستخدماً في ذلك الإقناع بالدين ظاهرياً دون وجود سند جوهري حقيقي.

كما أن العمل يحكي أحداث الفترة الانتقالية، واللهو الخفي الذي تسبب في اندلاع العديد عن الفتن والحرائق، كما يتعرض للفتنة الطائفية ومخاطرها من خلال أحداث واقعية كأحداث إمبابة والصعيد والعمل بشكل عام يعد توثيق واقعي للثورة  والفترة الانتقالية.

أما مسلسل «خطوط حمراء» فيستعرض دور الشباب المصري الوطني الذي طالته البطالة ومشاكل العنوسة والإسكان، ويحاول الخروج من تلك الهموم فيتعرض لمخاطر خارجية وداخلية، وتلك المخاطر الداخلية تمثلت في دعاه الظلام من الرجعيين والمتشددين الذي يحاولون التأثير على هذا الشباب الذي أضاعه النظام البائد لاصطياده لخدمة أهداف إرهابية واعتناق مبادئ وهابية.