جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

نيل أرمسترونج أول من وطأ القمر.. عاش ورحل في صمت

الاثنين 27 اغسطس 2012 | 08:25 مساءً
القاهرة - Gololy
1844
نيل أرمسترونج أول من وطأ القمر.. عاش ورحل في صمت

غزو الفضاء كان من أهم مجالات التنافس بين القوتين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة في الفترة من منتصف الأربعينيات وحتى أوائل التسعينيات، بإطلاق الأقمار الصناعية وإرسال البشر إلى الفضاء، ولكن نجحت أمريكا في تحقيق السبق بهبوط الإنسان على سطح القمر لأول مرة عن طريق رائدها الراحل «نيل أرمسترونج».

أرمسترونج (5 أغسطس 1930 - 25 أغسطس 2012)، أول رائد أمريكي يصعد إلى الفضاء، وكان قد حصل على درجة علمية في هندسة الفضاء من جامعة «بوردو»، ثم على الماجستير في هندسة الفضاء أيضاً من جامعة «سوذورن كاليفورنيا»، وحمل عدداً من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، إضافة إلى العديد من الأنواط والأوسمة.

رائد الفضاء الراحل بدأ كطيار باحث في مختبر لويس بوكالة الفضاء الأمريكية بولاية كاليفورنيا، وشارك بحكم وظيفته في 200 رحلة جوية بمختلف أنواع الطائرات، وفي عام 1962 رُقيّ إلى منصب رائد فضاء، حيث عمل قائداً لرحلة جيميني، ثم خدم أرمسترونج في الجيش الأمريكي، وشارك في الحرب الكورية عام 1950، وقام حينئذ بأول عملية اشتباك ناجحة بين مركبتين في الفضاء، ثم في عام 1970 تم تعيينه مساعداً لمدير الطيران في وكالة «ناسا»، لكنه تركها في السنة التالية، وذلك لتدريس هندسة الطيران في جامعة «سنسيناتي» عام 1971.

في أول رحلة فضائية لأرمسترونج قام بقيادة مركبة «جيميني 8»، وذلك عام 1966، وقام خلال هذه المهمة، مع ديفيد سكوت، بإجراء أول عملية التحام مركبتين فضائيتين بواسطة إنسان، كما قاد طاقم رحلة «أبولو 11»، والتي هبط فيها على القمر مع «بز ألدرن» في 21 يوليو 1969، وكانت هذه الرحلة هي الثانية له وخلال هذه الرحلة، والتي وصفها أرمسترونج بأنها «خطوة عملاقة للبشرية»، قام هو و«بز ألدرن» بالهبوط على سطح القمر، وقضيا ساعتين ونصف الساعة يستكشفان المكان في حين دار «مايكل كولينز» بمركبة الفضاء في مدار حول القمر.

في ذلك الأثناء كان هناك نحو 600 مليون شخص، أي خُمس سكان العالم حينها، يشاهدونهم من خلال البث التلفزيوني بعد أن تركوا أعمالهم انتظاراً لمشاهدة هذا الحدث، وقد أوضح تقرير لموقع «فوكس نيوز» الأمريكي أن عند هبوط الرحلة قال أرمسترونج: «وضع علامة على سطح القمر يعد انتصار لأمريكا في سباق الفضاء في إطار الحرب الباردة».

وعلى الرغم من أنه كان طياراً مقاتلاً في البحرية ورائد فضاء، إلا أن أرمسترونج لم يسمح لنفسه بالظهور كأقرانه من المشاهير، حتى أنه رفض دعوة كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للترشح في الانتخابات الأمريكية، وقد يرجع السر في ذلك إلى تتبع وكالة الفضاء الأمريكية له ولجميع من شاركوا في رحلة «أبولو11».

فبعد سنوات من تلك الرحلة المشهورة، تمت مراقبتهم لخوف الوكالة الأمريكية من إفشاء سر تلك الرحلة، ووُصف أرمسترونج بالجنون، حيث ذكر ورواد فضاء آخرون بأنها انتكاسة ستجعل برنامج الوكالة معتمداً على حسن نوايا روسيا، وبعد ذلك تمت تصفية عنصرين من طاقم الرحلة في مناطق متفرقة من العالم، ثم جاءت مفاجأة أخرى حينما صرح «دونالد رامسفيلد»، وزير الدفاع الأمريكي عام 2004 من خلال لقاء تليفزيوني، بأن رحلة أرمسترونج كذبة تدخل ضمن الكذبات التي عملت الإدارة على حياكتها في إطار الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفيتي، وأن المشاهد صُورت في أستوديو القناة الخامسة بالعاصمة البريطانية لندن!، ولكنه لم يثبت كلامه وظل رائد الفضاء الراحل يحتفظ بلقب أول إنسان يخطو على سطح القمر.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما نعى نيل أرمسترونج قائلاً: «عندما انطلق أرمسترونج على متن سفينة الفضاء «أبولو 11» عام 1969، وأعضاء طاقم الرحلة.. حملوا معهم طموحات أمة بأكملها.. وانطلقوا ليثبتوا للعالم أن الروح الأمريكية يمكن أن ترى ما وراء ما يبدو أنه لا يمكن تخيله.. وأن كل شيء يمكن تحقيقه بما يتحلى به الإنسان من قدر كاف من البراعة والتصميم.. وعندما وضع نيل قدميه على سطح القمر للمرة الأولى حقق لحظة لن تُنسى أبداً في تاريخ إنجازات البشر».

وبعد أن عاش منعزلاً في مزرعته رافضاً الظهور الإعلامي أو الحديث عن إنجازاته العلمية الغير مسبوقة، رحل نيل أرمسترونج في صمت في 25 أغسطس 2012 عن عمر يناهز الثانية و الثمانين في مستشفى بـ«أوهايو»، وذلك بعد خضوعه لعملية جراحية في الشرايين التاجية.