أسوأ ستة أشهر في حياة نور الشريف.. كادت أن تقضي عليه
في حياة كل إنسان فترات سعادة يعيش على ذكرياتها كلما صادفته محنة، وأيام أخرى حزينة يتمنى لو أن حذفها من ذاكرته. الفنان نور الشريف عاش فترة قاسية من حياته يعتبرها الأسوأ.. فما هي القصة؟
نور الشريف قام ببطولته فيلم "ناجي العلي" الذي يحكي قصة اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ما عرضه لحملة شرسة عام 1992 بسبب مهاجمة الفيلم للأنظمة العربية.
هناك زملاء يعتبرهم أخوة وأكثر من أصدقاء، انتهزوا فرصة الهجوم عليه وشاركوا في الحملة ضده، وهناك زملاء لم يكونوا أصدقاء بمعنى الكلمة ولا تربطه بهم سوى الزمالة الفنية.. ساندوه ووقفوا معه بقوة، منهم الفنان سمير صبري الذي سانده بقوة وكان يتصل به يوميا ويحاول أن يهدئه ويشد من أزره.
نور الشريف لم ينس موقف محمود ياسين ويحيى الفخراني، فكلاهما رفض أن ينتهز الفرصة ويهاجم الفيلم، بل أرسلا إنذارا للصحف بألاّ تنشر أي كلمة ضده على لسانيهما.
نور الشريف عاش أسوأ فترة من حياته خلال الهجوم الشرس على فيلم «ناجي العلي» وعلى شخصه بالذات. لقد اتهمه حتى من لم يشاهدوا الفيلم اتهامات قاسية، واحد من هؤلاء قال إن الفيلم تموله منظمة التحرير الفلسطينية.
في هذه الفترة صدر قرار بمنع عرض جميع أفلام نور الشريف في الخليج ليس بسبب «ناجي العلي».. وإنما كان ذلك ضمن قائمة من المثقفين والمفكرين المصريين أولها اسم الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل.. وكان نور الشريف من بينهم وحتى لا يكون وحده ضموا إليه الفنانتين الكبيرتين محسنة توفيق ونادية لطفي.
الفنان المصري عاش محنة حقيقية قاسية تعتبر أسوأ ستة أشهر في حياته، وكان يتساءل باستمرار كيف سيعيش هو وأسرته، وهو ليس لديه عمل آخر يتقنه سوى فنه.. وهنا قرر الهجرة إلى انجلترا للعمل هناك مذيعا أو أن يكتب في الصحافة العربية الصادرة من لندن حتى يستطيع أن يعيش هو وأسرته.
نور الشريف شعر وقتها بأنه يعمل في مهنة قاسية وهشة في الوقت نفسه، ولا ينسى أن سعاد حسني راحت ضحية قسوة هذه المهنة، فلم تتحمل فشل فيلمين لها هما «شفيقة ومتولي» و«الدرجة الثالثة».
كثير من المتاعب واجهها نور الشريف كادت أن تقضي عليه كفنان وإنسان.. حملة صحفية شرسة، ثم قرار بمنع أفلامه في الخليج.. وعلى الفور استرجع نور الشريف ما تعرض له الفنان الكبير فؤاد المهندس عندما هاجم العرب في برنامج «كلمتين وبس» تأييدا لموقف الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن السلام مع إسرائيل.
المفاجأة أنه خلال هذه الفترة العصيبة اتصل به صفوت الشريف، وزير الإعلام وقتذاك، وطلب منه القيام ببطولة مسلسل «الثعلب»، وكان التلفزيون أرسل له سيناريو المسلسل وتردد في قبوله من رفضه. ولكن وزير الإعلام أكد له بوضوح أن «الثعلب» مسلسل مخابرات، وأنه سوف يؤدي شخصية الضابط المصري، ومن إنتاج التلفزيون المصري، وهذا كله يؤكد أن الدولة ليست ضده. وأمام هذا الموقف من الدولة وافق نور الشريف على العمل.