سر «العلقة السخنة» بين عمر الشريف وأحمد رمزي
من الصعب التخيل، أن مشهد المشاجرة بين الفنانين أحمد رمزي، وصديقه المقرب، عمر الشريف، في فيلم «صراع في الميناء» حقيقي 100%، وأن مدى الغل والحقد، الذي دفع الشريف لركل رمزي وإلقائه في البحر، بدافع واقعي لغيرته الشديدة على زوجته فاتن حمامة والتي شاركتهما بطولة الفيلم.
الشريف ليس بطبيعته غيوراً على زوجته، إلى الحد الذي يجعله يفقد أعصابه ويتشاجر مع صديق عمره، ولكن حينما يأتي عاطف سالم ويبث الشكوك في صدره تجاه رمزي، وقتها فقط يكون رد الفعل طبيعياً.
سالم أراد أن يظهر المشهد ساخناً وليس مجرد تمثيل، فأوعز إلى الشريف أنه يرى بوادر قصة حب جديدة بين زوجته وصديقه، حيث غازلها رمزي أكثر من مرة أمام عينيه، فما كان من الشريف إلا أن انفعل على صديقه بتلك الطريقة التي رأيناها جميعاً بالمشهد، حتى سالت الدماء من وجهه ثم ألقاه في مياه البواخر الملوثة، وسط دهشة رمزي.
رمزي حاول اكتشاف السر، حتى أفصح سالم عن نواياه الخبيثة، مما أثار غضب فاتن حمامة وعنفته بشدة وقررت عدم استكمال الفيلم معه، إلا أنها تراجعت وسط إلحاح الفنانين المشاركين معهم بالعمل، ولكنها قاطعته ولم تتحدث معه حتى انتهاء التصوير، ورفضت العمل معه مجدداً.
الشريف الذي لم يعرف الحقيقة وقتها، ظل مقاطعاً رمزي لأكثر من خمسة أعوام، ورفض الاشتراك معه في أية أعمال بعد ذلك، حتى جاءت مبادرة من الفنان صلاح ذوالفقار للصلح بينهما في عيد ميلاد ابنته، حيث جاء سالم واعترف بخطئه وأقسم على المصحف أن رمزي لم يغازل فاتن، وأعرب عن حزنه الشديد لما حدث من مقاطعة الصديقين، وأنه لن يرتاح إلا إذا عاد الود والصفاء بينهما، وهو ما حدث بالفعل في تلك الليلة، ولم يفترقا حتى وفاة أحمد رمزي مؤخراً، وهو من المؤكد ما تأثر به الشريف كثيراً.