سيد خطاب لـGololy: الرئاسة لا تتدخل في عمل الرقابة و«أولاد حارتنا» لن ينفذ
أكد الدكتور سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا إلي حد ما وقال إن ثورة 25 يناير تميزت بأنها لم تشهد دماء فنستطيع أن نطلق عليها ثورة بيضاء.
خطاب تحدث في حوار خاص مع Gololy وقال إن هناك تغيرات في عمل الرقابة لأنها تتعامل مع كافة شرائح المجتمع من خلال أعمال تحكي عنه وترتبط به وترصد الأحداث والمشاكل التي تواجهه فهناك رابط بين المجتمع وحركة الإبداع وهناك علاقة جدلية دائمة وهذه العلاقة تتضمن بداخلها الرقابة علي المصنفات الفنية.
رئيس الرقابة على المصنفات تابع في حواره مع Gololy موضحا أنه لا يمكن أن تحدث أية تغيرات إلا إذا تغيرت القوانين المعمول بها الآن منذ عام 1955 رغم أن هذا القانون استجاب لمتغيرات سياسية واجتماعية كثيرة فقد استجاب لمتغيرات 1956 وأيضا 1967 واستجاب لمتغيرات فترة الرئيس السادات ثم مبارك وغيرها من تغيرات اقتصادية سواء كان في الانفتاح الاقتصادي والقانون به قدرا كبيرا من المرونة مع التغيرات في المجتمع
خطاب قال: "نحاول ألا يكون هناك حجر علي الإبداع فنحن نطبق سياسة الحوار مع المبدع ولا يمكن أن يكون هناك أحد يعطينا أوامر أو تعليمات فنحن جهة تنفيذ للقانون الرقابي ويصعب جدا فكرة وجود أوامر فوقية ولكن هذه التغيرات تأتي بشكل طبيعي لأن الرقيب إنسان من المجتمع الذي يعيش فيه فهو يتأثر بما يحدث حوله من تغيرات.
ولكن لابد أن تكون هناك توجهات فوقية تأتي للرقابة من خلال رئيسها وربما تأتي هذه التوجهات بشكل غير مباشر أو غير رسمي من أحد رجال النظام الحاكم؟ سأل Gololy فأجاب: في الحقيقة ربما يكون هناك مثل هذا وأنا قد قرأت في مقال للأستاذ محمد عبد القدوس وهو معروف بميوله الاخوانية أكد على احترام الرقابة علي المصنفات الفنية لأنها ملاذنا الأخير في علاقتنا ما بين حرية الإبداع وعلاقتنا بالمجتمع وأعتقد أن هذا مدخل قانوني أساسي يفيد في المرحلة القادمة والتي من خطورتها أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال وضع سياسات نقابية قائمة علي بناء حرية الفكر والإبداع في أي دولة من الدول خاصة في ظل العولمة والسماوات المفتوحة وبالتالي فان مناخ الحرية هو المناخ السائد في المجتمع وأعتقد أن وجود أي من أنواع القيود يعتبر مخالفة لروح العصر وضد التاريخ والتكنولوجيا.
سيد خطاب أكد لـGololy أنه لن تأتي توجيهات إلي الرقابة وإذا جاءت فلن يتم تنفيذها لأن ما يحكم عمل الرقابة هو القانون وكيف تكون هناك توجيهات بعد ثورة طالبت بالحرية ولابد أن يعلم الجميع أن الرقابة علي المصنفات دائما ما تلجأ إلي روح القانون حتى لا يكون هناك نوع من القيود علي الحرية.
خطاب تابع قائلا: "المؤسسة الرئاسية لم تتدخل في شئ بحكم القانون وهي تعلم تماما أن القانون هو ما يدير الرقابة وهي قائمة عليه وأضاف قضية الأمن القومي نحن حريصون عليها خاصة ما يتعلق بالأخوة الأقباط ومسألة الاعتقاد وهذا من أجل عدم التدخل في معتقدات الآخرين أو اللعب في منطقة الفتنة الطائفية كونها جزء مهم في المجتمع المصري كما أننا نتعامل مع هذه القضية بحذر شديد وهذا جزء من إيماننا بتعدد الألوان داخل المجتمع المصري واحترامه للأديان بشكل عام لأنه شعب متدين سواء كان مسلم أو قبطي أما بقية القضايا فليس هناك خطوط حمراء فيها .
خطاب أكد لـGololy أن الرقابة يهمها في الفترة القادمة طريقة التناول للموضوعات ومدي تناولها لشرائح المجتمع المختلفة خاصة وأن وجه المجتمع تغير وهناك أفكار جديدة ظهرت علي السطح ووجوه جديدة أيضا ظهرت فتجد السلفيين بعد اختفاء ظهروا ويتحركون بأفكارهم علي السطح ولم يتحركوا في جماعات سرية كما كان ونحن أمام تحولات أيدولوجية في منتهي الخطورة وانتقال شديد للفصائل السلفية من كونهم يحملون السلاح إلي كونهم يصبحون أعضاء في البرلمان ويظهروا علي الفضائيات وأجهزة الإعلام أو عضو حزب فنحن أمام وجه جديد من أوجه مصر.
لو أن فيلم بون سواريه سيتم عرضه حاليا علي الرقابة هل ستوافق الرقابة علي عرضه؟ سأل Gololy فأجاب خطاب: انطلاقا من تنفيذ القانون سأوافق وسأصنفه للكبار فقط أيضًا إنما كونه أن يكون احتيار مبدع الآن بصورة أساسية أعتقد أن مصر اكتشفت مشاكل أكثر بكثير عن ما قبل ويجب تناولها أفضل .
خطاب تابع أن هناك عدد بسيط من الأعمال التي عليها نقاش داخل الرقابة منها فيلم اسمه "الراهب" للدكتور مدحت العدل وهذا عليه نقاش كبير وسيكون هناك حوار بيننا وبين الدكتور مدحت العدل حول هذا الفيلم وأحداثه حول راهب في سيناء فنحن في مرحلة الحوار من خلال جلسة ستكون معه قريبا وهناك فيلم للمخرج شريف عرفة وهو أيضا عليه حوار وهناك أيضا فيلم للمخرج سمير سيف عليه حوار شديد وهناك عائق قانوني وهذه الأفلام الثلاثة هي موضوع الحوار والخلاف في الرقابة وأن شاء الله من خلال جلساتنا معهم سيكون هناك اتفاق .
ماذا عن الخلاف الذي كان بين الرقابة وبين المخرج خالد يوسف علي رواية أولاد حارتنا؟ يجيب سيد خطاب: إطلاقا هو لم يتقدم بها من الأساس وللعلم هو لن يقوم بعملها لأن كل روايات الأديب نجيب محفوظ اشترتها دار نشر عالمية وهذه الشركة حصلت علي تصريح حقوق طبع مصنفات فنية ولابد أن يحصل علي موافقتها حتى يقوم بتصوير تلك الرواية.
هل لديك مخاوف من مستقبل الرقابة في الفترة القادمة؟ أجاب خطاب: "لا علي الإطلاق فمبدعينا علي قدر كبير من الوعي الثقافي وحاليا نري منع بعض المقالات وللعلم المقالة التي يتم منعها من النشر تصبح أشهر مقالة وكاتبها أشهر كاتب ويصبح محل إعجاب الناس فأي شكل من أشكال المنع خطأ كبير جدا ترتكبه السلطة الحالية".