لوسي آرتين.. لعنة مبارك ورجاله
«المرأة التي هزت عرش مصر».. هو الوصف الأمثل للوسي آرتين، سيدة الأعمال المصرية الأرمينية الطائفة، وهي ابنة شقيقة الفنانة لبلبة، وأيضاً صاحبة أخطر قضايا الفساد في مصر خلال حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك، والتي اختُتمت بالإطاحة بوزير الدفاع السابق محمد عبدالحليم أبوغزالة، وبالرجلين الثاني والثالث في وزارة الداخلية وأخيراً وليس آخراً ثلاثة قضاة.
السطور التالية تشير إلى رجال في حياة لوسي آرتين:
1) المشير أبوغزالة: تم الكشف عن علاقتهما طريق تحقيق صحفي بجريدة روزاليوسف، عندما نُشرت مكالمات تليفونية تشير إلى علاقتهما، وكانت هذه المكالمات من الأسباب التي أدت لعزل مسئول مرموق برئاسة الجمهورية، بسبب تلقيه أحد هذه المكالمات من لوسي، وكانت موجهة في الأصل إلى أبوغزالة، فقد استغلت علاقته للتوسط لدى موظفين مرموقين بالقضاء والشهر العقاري، لحل نزاع قضائي مع طليقها، ليس فقط كل هذا، بل استغلت اسم المشير لتحقيق رغبات الغير، ممن عرفوا بعلاقتهما.
ودفع أبوغزالة الثمن غالياً، حيث أخرجه مبارك من منصبه وعينه مساعداً لرئيس الجمهورية، وهو منصب لم يكن له فيه أي اختصاصات، وبعد شهور قليلة تقدم أبوغزالة باستقالته من منصبه، ليدخل في عزلة شديدة، حتى دخل في نوبات مرضية، انتهت بوفاته بسرطان الفك.
2) الرئيس المخلوع مبارك: والذي أتى بها إليه من بين سهرات وحفلات المجتمع الراقي، هو رئيس ديوانه زكريا عزمي، لتكون جليسته الخاصة، وهي الجلسات التي كان يرفِّه فيها عن نفسه بعد عناء أيامه الطويلة في الحكم، وكانت مهمة لوسي تحديدًا هي أن تحكي له النُّكت، وتحديدًا النكت الإباحية، ولأنها لم تكن قادرة على حفظ النكت، فقد كان عزمي يكتب لها النكت التي يحصل عليها من أصدقائه، حتى إذا نسيت الحسناء نكتة ما أخرجت الورقة لتحكي منها.
لكنه وفي إحدى الحفلات التي كان يحضرها مبارك، شاهدها المشير أبو غزالة وأبدى إعجابه بها، وبعدها لم تعد لوسي مرغوبة لدى مبارك، بل إنها طُردت من معيته، فلم يكن الرئيس السابق يريد من أحد أن يشاركه أي أحد، حتى ولو كان الرجل الثاني في الدولة، ليس بحكم منصبه فقط، ولكن بحكم علاقته بالرئيس مبارك.
3) زكريا عزمي: بعد أن خرجت لوسي آرتين من دائرة السياسة ظل عزمي على علاقته بها، فلم يكن الرجل يقطع علاقة ربطته بامرأة، حتى لو كانت العلاقة عابرة، وقد جمعته بها سهرات عامة كثيرة، وكانت لوسي تلجأ له في أزماتها، وكان زكريا لا يتأخر عنها أبداً، حتى يثبت لها أنه الرجل القوي في مصر، لكن نهايته كانت مفزعة، فبعد الجاه والسلطان، أصبح حبيس زنزانة في سجن طره، يعاني الإذلال الذي يلاقيه كل يوم.
لوسي آرتين يبدو أنها لعنة أصابت الكثير من رجال المخلوع، ممن صارت نهايتهم أشبه بنهايته هو شخصياً.. سجن طره