بثينة كامل الثورية.. مارست الإعلام وحلمت بالسياسة.. فجلست بينهما
هل أرادت حينما لقبت نفسها بـ«حتشبسوت مصر» أن تُعيد أمجاد الملكة العظيمة وترسم دوراً شبيهاً لها بالحياة السياسية المصرية؟ ربما.. لذلك أقدمت وبجرأة مثيرة للجميع على الترشح في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير 2011، لتصبح «بثينة كامل» أول امرأة تحكم مصر في تاريخها الحديث، ربما كانت تلك أمنيتها، ولكن ليس بالتمني وحده نحقق ما نريد، فلم تتمكن من جمع عدد التوكيلات المطلوبة للحاق بالسباق الرئاسي، قبل إغلاق باب الترشح.
بثينة، المشاكسة دوماً منذ التاسعة سنوات، باشتراكها في إحدى مظاهرات الطلبة في القاهرة بصحبة والدها وإخوتها عام 1971، والذي سُمي بعام الحسم تجاه الرئيس الراحل أنور السادات، أحبت ذلك الدور الثوري وصاحبها أثناء دراستها الجامعية في مظاهرات اتحاد الطلبة، وشجعها على ذلك جدتها لأمها وهي «بثينة حزين» التي تنتمي لعائلة ثرية من مدينة إسنا بصعيد مصر، وكذلك جدتها لأبيها «عائشة هانم مرتضي» من فتيات ثورة 1919.
بدايتها الإعلامية كانت محض صدفة، حيث تم تعيينها أولاً بالجهاز المركزي للمحاسبات، ثم أخبرتها إحدى صديقاتها عن إعلان لاختيار مذيعات جدد بماسبيرو، وتقدمت للاختبار ونجحت وتم تصنيفها للعمل كمذيعة بأحد البرامج الدينية لخشوع صوتها، هذا الصوت الذي تم اتهامه فيما بعد، من قبل أمن الدولة، بأنه يثير الغرائز الجنسية لدى الشباب، حينما قدمت برنامجها الشهير«اعترافات ليلية» والذي استمر قرابة الست سنوات، لأنه ساعد في الكشف عن كثير من المفاسد بالمجتمع المصري، كما تذكر بثينة.
روحها الثورية لم تتحمل أكاذيب نشرة الأخبار الرسمية، فأوقفت إرسالها برغبتها الشخصية، ونزلت إلى الشارع عبر حركة «شايفينكم» التي كشفت العديد من قضايا الفساد، وساعدت المتضررين من ظلم نظام الرئيس السابق مبارك ورجاله، ثم انتقلت إلى قناة أوربت الفضائية عبر برنامج آخر هو «أرجوك افهمني»، الذي انتهى، إجبارياً، بدعمها للثورة المصرية وعدم التفاتها إلى تحذيرات القناة المتكررة بعدم الخروج عن سياسة البرنامج.
سبعة أشهر قضتها الإعلامية المشاكسة بعيداً عن الكاميرا، والصحافة بتوقف جريدة الدستور، التي كانت تستقبل كلماتها الناقدة اللاذعة، وباستقالتها من أوربت، وبعد عودة قصيرة جداً لماسبيرو ولنشرات الأخبار الرسمية، انحازت خلالها علانية للثورة المصرية ضد المجلس العسكري، انتهت أيضاً بصدور قرار الإيقاف عن العمل.
وعلى ما يبدو أن بثينة أصبحت تهوى مثل تلك القرارات، فقد تعرضت مرتين وخلال وقت قصير من الفترة الماضية إلى الإيقاف وتحويلها إلى التحقيق، الأول: في نوفمبر الماضي حينما علّقت على أحد التقارير الإخبارية بجملة «شالوا ألدو حطوا شاهين» المأخوذة من أغنية مشهورة لثلاثي أضواء المسرح، ولكن لم يُعرف إذا ما كان خطأ مقصود منها أم خطأ المخرج، الذي فتح الهواء عليها دون إبلاغها، والثانية: في حلقة الأول من ديسمبر لبرنامج «أحداث 24 ساعة»، حيث عبرت بشكل متحيز عن وجهة نظرها المناوئة لجماعة الإخوان المسلمين، واختتمتها بقولها «نشرة الأخبار الإخوانية»، ثم رددت أحد أبيات الشعر، أعقبه جملة حماسية مما يمثل إضافة دعائية إلى النص الخاص بالنشرة.