جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

فتحية العسال لـGololy: الدستور تم صياغته بأسلوب «حاوريني يا كيكا».. و«نعم» حصلوا عليها بالتكفير

الثلاثاء 25 ديسمبر 2012 | 06:08 مساءً
القاهرة - أحمد التوني
493
فتحية العسال لـGololy: الدستور تم صياغته بأسلوب «حاوريني يا كيكا».. و«نعم» حصلوا عليها بالتكفير

كاتبة وأدبية بدأت حياتها الصحفية مبكرا لتواجه عشرات المعارك مع النظام السابق بسبب آرائها الثورية، ومنطقية حججها حتى جاءت الثورة فكانت من أوائل المشاركين فيها لتدفع بحماسها الشباب إلى التمسك أكثر بثورتهم.

فتحية العسال التي ترى أن ما يحدث على أرض الواقع ما هو إلا بداية لسلسلة حقيقية من المتاعب التي قد تطول، وإن كانت نتيجتها إيجابية وهي وجود معارضة حقيقية وإرادة شعبية تستطيع القضاء على أي ديكتاتور، وأكدت أهمية وجود المراقبة الشعبية للحكم لأن الحاكم مهما كان عادلا فلابد لحاشيته من تضليله.

العسال ترى تراجع الرئيس بعض الشيء في إصداره الإعلان الدستوري الثاني يعني أن الشعب واع، ومن هنا تأتي أهمية الرقابة الشعبية، وإن كان تمكن الإخوان من الحشد لتأييد الدستور في الاستفتاء سيجعل طريق المعارضة طويلا جدا.

الكاتبة الكبيرة التقى معها Gololy في حوار كشفت فيه عن عدد كبير من آرائها السياسية للوضع في مصر بدأتها أولا بتقييم حكم الرئيس محمد مرسي والدستور وعملية الاستفتاء عليه، وقالت: "توقع المصريون عقب الثورة أن أي حاكم قادم سواء كان إخواني أو ليبرالي او حتى لم يمارس سياسة من قبل أنه سوف يخشى الشعب، ويعمل حسابه في جميع قراراته، ولكن للأسف فإن الرئيس لم يعمل أي حساب سوى لمصلحته، وجاءت كل قراراته من منطلق أنه يمتلك كل السلطات".

حاوريني يا كيكا

وعن الدستور قالت فتحية العسال لـGololy: "أما الدستور فقد أدخلنا في أسلوب الحدق يفهم "وحاورينى يا كيكا" فالمادة الثانية تعبر عنها مادة أخرى وهي المادة 219 وكأن القائمين على وضع الدستور يحاولون أن يجعلوا من يقرأه ينسى أوله ولا يركز في آخره".

أما الاستفتاء فقالت عنه: "نجحوا في الفوز بنعم بسبب القاعدة الإخوانية الموجودة في الشارع، خاصة أنهم أعضاء فاعلون، بمعنى إذا كان هناك خمسة ملايين إخواني فجميعهم يعملون بجد ويحاولون الحشد، ويلعبون على الطبقات الأكثر فقرا في الصعيد والعشوائيات، متخذين من سياسة الاستقطاب سلاحا لجذب الشارع عن طريق تعميق الفجوة بين رجل الشارع وباقي الأحزاب الليبرالية، وتصويرهم للبسطاء أن الليبرالي كافر وفلول، وهم من أصبحوا أغنياء في عهد المخلوع، أما أنت يا رجل الشارع البسيط فأنت فقير لا يوجد أحد يسأل عنك، هم ركبوا  السيارات الفارهة بسبب تواطؤهم مع مبارك والليبرالية الكفرة، أما أنت فلك الله".

الكاتبة تضيف: "بهذا الأسلوب يصل رجل الشارع البسيط لحشد باقي أسرته لتدعيم كلام رجال الإخوان "بتوع ربنا"، وفي المقابل لا نجد لليبرالي الحر فاعلية كبيرة سوى وسط المثقفين، وهم قلة فى مصر، وبذلك استحوذ الإخوان على أصوات البسطاء فى مصر وهم كثر".

مال سياسي يفسد الإعلام

وعن رأيها في المؤسسات الصحفية وموقفها من المؤسسة الرئاسية بشكل عام، قالت فتحية العسال في حوارها مع Gololy: "الصحفيون منقسمون على أنفسهم فهناك تيار موال وتيار معارض، اما الصحافة الحرة فهي قليلة الوجود، خاصة وأنها تأثرت بالإعلام المرئي، إذ أن معظم الصحفيين الكبار أصبحوا نجوما في الإعلام، وبالتالي فهم يوالون سياسة واحدة، وهذا هو زمن الصحفي الإعلامي الذي لن يجد فرصة أفضل من ذلك لإثبات ذاته، ولو على حساب مصر، وليس معنى ذلك أن كل هؤلاء فاسدون، فهناك أيضا أصحاب المبادئ الذين لا يدافعون أو يهاجمون إلا بسبب ومبدأ واضح".

وتضيف: "بات الأمر صريحا فى المواجهة الواضحة بين الإعلام والصحافة المدفوعة الأجر خاصة بعد وضوح دور التكنولوجيا في التشويش على القنوات والمواقع الالكترونية وفى الفترة القادمة سوف نرى المال السياسي يضخ بكثرة لتفعيل أدوار إعلامية لصالح أحزاب ضد بعضها".

وحللت العسال خمس مراحل تمر بها الأنظمة الحاكمة، وهي التي تفسر كل الأطوار السياسية المستقبلية التي ستمر بها مصر خلال الفترة القادمة، وقالت لـGololy: "إذا فاجأت الشعوب الأنظمة فتمر بخمس مراحل أولها الإنكار والتعجب وعدم التصديق، ثم مرحلة المعالجة الغاضبة وبعنف للموقف، ثم مرحلة التفاوض من نظره متعالية، ثم مرحلة التفاوض باكتئاب وانكسار، ثم مرحلة الفوضى وترك الحبل على الغارب، وتلك المراحل التي مرت بها الثورة المصرية ومازالت الثورة السورية فى المرحلة  الثانية، وهكذا لذا فالمتوقع أن تستمر الفوضى حتى يأتى نظام حاكم جديد قوى قادر على تلبية إرادة الشعب وربما استطاع النظام الحالى فعل ذلك ولكن بعد فترة ولكن فى كل ذلك يجب أن يكون هناك رقابة شعبية قوية فى كل المراحل".

سجن النسا

وعن آخر أعمالها "سجن النسا" قالت العسال لـGololy: "سجن النساء هو أحد الأعمال التي كتبتها لألقى الضوء على مكان مغلق لم يتم التطرق إليه بشكل عميق، وذلك من خلال  تجربة اعتقالى فى سجن النسا على يد النظام السابق ومن خلال وقائع وقصص لمستها لنساء من هن الظالمة والمظلومة وحاولت من خلال المعالجة أن أظهر دور التنشئة والظروف المجتمعية التى أحاطت بتلك السيدات خاصة أننا نعلم أنه لا يوجد مجرم بالفطرة".

وتوقعت الكاتبة أن تأتي المعالجة ثمارها في ظل النظام الحالي، ولكنها عبرت عن خشيتها من المتعصبين، وقالت: "المتعصبون فى هذه الأيام سوف يعملون على إظهار نوع جديد من الانحراف الذى يأتي بنتيجة عكسية مثلما فعل أمن الدولة سابقا مع الكثير من الشباب المصري الذين خرجوا من السجون متطرفين بالفعل".