ستيفان هيسيل.. رجل حقوق الإنسان واليهودي الذي دافع عن فلسطين

في يوم الأربعاء 27 فبراير 2013 توفي الكاتب الفرنسي «ستيفان هيسيل»، الذي شارك في صياغة مسودة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948،  في منزله بباريس، عن عمر يناهز خمسة وتسعين عاما.

الكاتب الفرنسي الذي ولد عام 1917 في برلين، من عائلة يهودية من بولندا ثم انتقل إلى العيش في فرنسا وعمره لا يتجاوز سبع سنوات، قد واكب الحرب العالمية الثانية، وانضمّ خلالها إلى المقاومة الفرنسية وألقي القبض عليه وأُرسل إلى مخيم الاعتقال في «بوشنوالد» في ألمانيا، وقد كرس حياته في الكفاح في سبيل حقوق الإنسان، كأساس لثقافة السلام والاحترام والتفاهم المتبادل، كما كان من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية.

هيسيل عقب الحرب العالمية الثانية أصبح دبلوماسيا وشارك في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1948 ،  وصار بعد ذلك سفيرا للأمم المتحدة في جنيف، ثم تولى مهاما في وزارة الخارجية الفرنسية خلال فترة حكم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الأسبق فرانسوا ميتران «1981-1995».

وكان هيسيل أثار ضجة كبيرة بعد إصداره كتيباً في تشرين أول/أكتوبر عام 2010 بعنوان «اغضبوا»، حيث بيعت منه ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم وصار ككتاب مقدس بالنسبة لمعارضي العولمة.

وقد زار الأراضي الفلسطينية المحتلة وأشار إلى أن أهم شيء لفت انتباهه خلال هذه الزيارة هو قدرة الفلسطينيين على التأقلم مع كل الأوضاع الصعبة، بروح من الدعابة والخفة، وامتلاكهم قدرة مذهلة على تحدي الأوضاع الكارثية، والظلم الإسرائيلي الذي لا يزال مستمرًّا منذ أكثر من 60 عامًا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكيَّة.

من جانبها فقد نعت الأمم المتحدة وفاة الكاتب هيسيل، وتكريما له وقف أعضاء مجلس حقوق الإنسان لمدة دقيقة حدادا عليه، أثناء انعقاد الدورة الثانية والعشرين للمجلس، فيما يعد المرة الأولى التي يتم تكريم شخص بهذه الطريقة داخل المجلس، وقال رئيس الجلسة: إنه يود قبل بدء الاجتماع  من الجميع الوقوف لحظة صمت لمدة دقيقة واحدة حدادا على وفاة ستيفان هيسيل الذي كان أحد وجوه حركة حقوق الإنسان البارزين، وأحد المشاركين في وضع مسودة حقوق الإنسان، وسوف تستمر حياته في الهامنا في عملنا.

وأشارت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، «نافي بيلاي»، إلى أن هيسيل كان شخصية مرموقة في عالم حقوق الإنسان، فقد كان على صلة وثيقة بالفريق الذين صاغ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الأمر الذي أكسبه مكان الشرف في التاريخ العالمي ولكنه مضى في القيام بأكثر من ذلك بكثير، وبقي يساهم في النهوض بحقوق الإنسان حتى التسعينيات من عمره.