جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

البابا شنودة.. علاقات صداقة مع الرموز الإسلامية ومتوترة مع الرؤساء

الجمعة 22 مارس 2013 | 01:47 مساءً
القاهرة - سناء الطويلة
1889
البابا شنودة.. علاقات صداقة مع الرموز الإسلامية ومتوترة مع الرؤساء

تشهد هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيل البابا شنودة الثالث، الذي عرف بأقواله المأثورة على ألسنة الكثير من المسلمين والأقباط، ويكفيه عبارته الشهيرة، «مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه».

شنودة جمعت بينه وبين رجال الدين الإسلامي صداقات امتدت طوال حياته، وكذلك رجال الدولة والسياسة.

الشيكولاتة جمعته بالشعراوي

بدأت هذه الصداقة بعد إرسال البابا شنودة وفد من رجال الكنيسة لزيارة الشيخ الشعراوي أثناء إجرائه عملية جراحية في لندن، وقدم له هدية «علبة شيكولاته وورود»، بعد عودة الشعراوي لمصر رأى أن يزور البابا في الكاتدرائية، فاستقبله شنودة استقبالاً حافلاً ومعه عشرات الأساقفة والكهنة في انتظاره مع البابا.

اللقاء الذي جمع بينهما للمرة الأولى كان من المقرر أن يستمر لمدة ساعة واحدة فقط، ولكنه أمتد إلى ثلاث ساعات، قدم خلالها الشيخ الشعراوي للبابا عباءة سوداء علق عليها شنودة بقوله نحن نريد للمجتمع كله أن يعيش تحت عباءة واحدة، وفى وداع الشيخ كان هناك جمهور كبير لا يزال واقفا عند الباب لتحية الاثنين، واتخذا المناظرات الشعرية في تقارب وجهات النظر بينهما فيما بعد.

وحين توفى الشيخ ذهب البابا للعزاء مع مجموعة من كبار الكهنة وقال: «لقد خسرنا شخصية نادرة في إخلاصها ونقائها وفهمها لجوهر الإيمان»، ولم يستطع أن يخفى ملامح الحزن على وجهه.

شنودة وشيخ الأزهر

بدأت العلاقة بين الدكتور محمد سيد طنطاوي والبابا شنودة منذ عام 1986 أي في السنة التي عين فيها مفتيا للديار المصرية، وقد بدأت هذه العلاقة بالإخوة الإنسانية الصادقة وبالتشاور فيما بينهما في كل ما يتعلق بمصلحة مصر.

ربع قرن أو يزيد هو عمر العلاقة بين فضيلة الإمام الأكبر الراحل دكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، والبابا شنودة الثالث وقد وصفها طنطاوي بأنها إنسانية صادقة وليست رسمية.

ومن أكثر المواقف التي تدل علي هذه الصداقة وأنه ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي عندما قام قداسة البابا شنودة بعد عودته من رحلة علاج بأمريكا بزيارة شيخ الأزهر للمشيخة بالدراسة، وتقديم التهنئة بقدوم العيد والصعود إلي الدور الثاني وقد رفض طنطاوي بشدة نظرا لظروف مرضه، ولكن البابا أصر علي الصعود لتقديم التهنئة وكان معه وفد من الكنيسة للغرض نفسه.

السادات يعزل شنودة

موقف شهير له مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات حينما طلب الأخير من البابا إرسال وفود مسيحية لزيارة القدس في إطار جهود السادات لعقد معاهدة كامب ديفيد و التطبيع مع اسرائيل.

ولكن البابا رفض إرسال أي وفود إلى بيت المقدس إلا إذا سمح لمسلمي الأمة العربية بدخول الأقصى، حيث قال: «أرجوكم أبلغوا الرئيس أنني لا أرى الوقت مناسباً لتنفيذ اقتراحه»، ليأتي رد البابا شنودة كالصاعقة على السادات الذي عزله من منصبه في خطاب شهير.

وفي محاولة ممدوح سالم ومحمد حسني مبارك نائب الرئيس بأمر من السادات الجلوس مع البابا لحل الأزمة فرفض قائلاً: «ومن هو هذا النائب الذي أجلس معه» وصمم على رأيه فما كان من سالم سوى نقل رد البابا إلى السادات ليقوم الرئيس الراحل بسحب القرار الجمهوري باعتماد نتيجة انتخاب البابا التي صدرت عقب اختياره في 14 نوفمبر 1971 وأبعد البابا إلي دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

شنودة ومبارك وموقف لا ينسى

مبارك لم ينس موقف البابا برفض الجلوس معه، فعندما تولي الحكم ترك البابا مستبعدا في دير الأنبا بيشوي أربع سنوات كاملة رغم إفراجه عن كل المعتقلين السياسيين بعد 40 يوما من توليه، بما فيهم مرشد الأخوان المسلمين.

محاولة اغتيال مبارك غيرت الأوضاع فبجهد من وزير الأوقاف الأسبق محمد علي محجوب، ومسئول المركز الإعلامي للبابا حين ذاك الكاتب، تم تنظيم لقاء رجال الدين الإسلامي والمسيحي و معهم فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وعُقد اللقاء علي الهواء مباشرة، وعادت العلاقة بين الرئيس السابق و البابا بشكل مباشر من وقتها والتقي به في قصر المنتزه بالإسكندرية في عام 1996 ثم بدأت العلاقة تعود بشكل طبيعي.

شنودة و محمد متولي الشعراوي
شنودة و محمد متولي الشعراوي
شنودة و محمد متولي الشعراوي
شنودة و محمد متولي الشعراوي
شنودة و محمد متولي الشعراوي
شنودة
شنودة
شنودة
شنودة
الشعراوي - مبارك - شنودة