جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

جمال حمدان.. مفكر مصري أرهب «الموساد» فأحرقوه

الثلاثاء 23 ابريل 2013 | 04:31 مساءً
القاهرة - Gololy
419
جمال حمدان.. مفكر مصري أرهب «الموساد» فأحرقوه

لم يكن مجرد أستاذ للجغرافيا بجامعة القاهرة ولكنه كان مفكرًا وباحثًا وعالمًا أفنى عمره في خدمة العلم والحقيقة، لذلك لم يكن غريبًا على الدكتور جمال حمدان أن يعش حياته زاهدًا فيما يطمح إليه الكثيرين وواهبًا أيامه وسنواته القليلة التي عاشها للعلم وللعلم فقط.

وحتى وفاته لم تكن طبيعية؛ إذ ترك في 17 إبريل 1993 لغزًا لم يستطع أحد كشفه حتى الآن، ففي البداية عُثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقًا واعتقد الجميع أنه توفي متأثرًا بالحروق، ولكن تقرير مفتش الصحة بالجيزة أثبت أن درجة الحريق لا تصل حد الوفاة.

ورجح الطبيب الذي استخرج شهادة وفاته أن يكون توفي إثر صدمة عصبية جراء مشاهدة النيران، ولكن الثابت أن حمدان كان ممارسًا لليوجا بشكل يومي مما يجعله مهيئًا لأية صدمات، كما أن مشهد الحريق الفعلي لا يمكن أن يسبب صدمةً للشخص العادي، فما بالنا فالدكتور الممارس لليوجا بشكل منتظم في آخر سنوات عمره التي عاشها وحيدًا.

شهود العيان أكدوا أن أنبوبة الغاز كانت في حالة سليمة، بل وخرطومها أيضاً في حالة سليمة للغاية، مما يدحض أية شبهات حول وفاته محترقًا، كما أن حمدان لم يكن بحاجة إلى إعداد الطعام؛ إذ أرسل بواب العمارة قبل الحادث بساعة ليحضر له بعض الأطعمة ليقوم هو بتجهيزها.

ربما تتكشف دوافع الوفاة إذا علمنا أن بعض مسودات حمدان قد اختفت، وهي تلك التي كان بصدد نشرها بعنوان «اليهودية والصهيونية» لكشف مزاعم اليهود ومفنِّدًا أساطيرَهم المزعومة عن حقهم التاريخي في أرض فلسطين العربية الإسلامية، وهو ما يجعل اغتياله أمرًا حتميًا لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد».

المفكر المصري من مواليد محافظة القليوبية في 4 فبراير عام 1928، تخرج عام 1948 من كلية الآداب- قسم الجغرافيا ليعُيِّن معيدًا بها بعد ذلك، ثم سافر إلى بريطانيا في بعثة حصل خلالها على الدكتوراه عام 1953، وبعد عودته عمل مدرسًا بجامعة القاهرة، ولفتت دراساته الأنظار، خاصةً كتاباه «دراسات عن العالم العربي» و«جغرافيا المدن»، وقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1959 وعمره لم يتجاوز31 عامًا.

لكنه حينما تقدم لنَيل درجة أستاذ مساعد، وأقرت اللجنة العلمية هذا الترشيح مع أستاذ جامعي آخر، رأى أن مساواته بزميله إهانة له ولإنتاجه، وأنه كان يجب أن تقوم اللجنة بوضع ترتيب بين المرشحين يوضِّح أهمية أبحاث ودراسات كل منهما، لذلك تقدم باستقالته ومنذ ذلك الحين فرض على نفسه عزلةً اختياريةً عن الناس؛ حيث لم يكن يستقبل أحدًا في منزله، وتفرَّغ لدراساته وأبحاثه العلمية.