جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

ومن الرأي ما قتل.. رجال دين دفعوا حياتهم ثمناً لأفكارهم السياسية

الثلاثاء 04 يونية 2013 | 11:24 صباحاً
القاهرة - سناء الطويلة
565
ومن الرأي ما قتل.. رجال دين دفعوا حياتهم ثمناً لأفكارهم السياسية

يعتبر تدخل رجال الدين في السياسة مأساة للشعوب، خاصة إذا كان هذا التدخل هدفه خدمة الأنظمة السياسية المستبدة، ولكن غالبا هؤلاء لا يتعرضون للاغتيال أو التصفية لأنهم يحتمون بهذه الأنظمة.

والتاريخ مليء بحكايات لرجال دين تم استغلالهم لتمرير كذب أو استبداد السياسيين، ومليء أيضا بحكايات آخرين وقفوا أمام الظلم، ولكن مواقفهم هذه انتهت بتصفيتهم جسديا، وكان آخرهم الشيخ عماد عفت.

وعماد عفت الذي شغل منصب أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، استشهد بطلق ناري في القلب، وكان قد أفتى قبل استشهاده، بأن التصويت لفلول الحزب الوطني المنحل وجميع أعضاء مجلس الشعب السابقين عنه في الانتخابات البرلمانية يعد مخالفا للشرع وحرام شرعاً, خاصة بعد ما حدث بمصر من فساد وإهدار للحقوق على أيدي الحزب الوطني وقياداته خلال الدورات البرلمانية السابقة.

ولأن الثورة المصرية قامت لمحاربة الاستبداد، وكان عفت شريكا أساسيا للثوار، رفض أن يتم إعادة النظام مرة أخرى، ولكنه في النهاية لقي عماد عفت ربه إثر مشاركته في اشتباكات أمام مجلس الوزراء بشارع القصر العيني، وشارك في جنازته قساوسة وممثلون لتيارات سياسية مختلفة، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد الحكم العسكري والمشير طنطاوي، وذلك لأن عفت كان من أوائل الرافضين للحكم العسكري  في مصر، كما رفض أن يستغل الدين في السياسة.

تغريد خارج السرب

أن تغرد خارج السرب وتطالب بتحقيق ما يرفضه قطاع كبير من المجتمع، فإنك تضع نفسك في واجهة المدفع، ولكن لأن موقفك أمانة، وتهدف من ورائه إلى منع ظلم بغيض، فلو لقيت حتفك فإنك ستكون بطلا، تماما مثل القس مارتن لوثر كينج جونيور.

ولوثر كينج كان من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته، وهو أصغر من حصل على جائزة نوبل للسلام، ويعد من أهم الشخصيات التي دعت إلى الحرية وحقوق الإنسان.

لوثر اغتيل ببندقية أحد المتعصبين البيض ويدعى «جيمس إرل راي» وكان قبل موته يتأهب لقيادة مسيرة في ممفيس لتأييد إضراب جامعي النفايات الذي كاد يتفجر في مائة مدينة أمريكية.

وكان مصير مالكوم أكس أو الحاج مالك الشباز شبيها بمارتن لوثر كينج، ولكن الاختلاف أن "إكس" كان داعية إسلامي.

ودافع إكس عن حقوق السود ووجه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بارتكاب أفظع الجرائم بحق الأمريكيين السود، وفي 18 شوال 1384 هـ تم اغتياله بـ16 رصاصة في صدره أثناء محاضرة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك.

تفجير بعد الصلاة

الشيخ أحمد إسماعيل ياسين من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين والمؤسس ورئيس لأكبر جامعة إسلامية بها المجمع الإسلامي الذي في غزة ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس وزعيمها حتي وفاته، ورغم أن الشيخ ياسين كان قعيدا بعد إصابته بالشلل أثناء شبابه، إلا أنه كان يمثل صداعا في رأس الاحتلال الإسرائيلي، لأنه كان رمزا للمقاومة.

حاول الاحتلال اغتيال الشيخ ياسين في 6 سبتمبر عام 2003م، عندما كان في غزة، حيث استهدفه صاروخ أطلقته طائرات حربية ولكن المحاولة فشلت، ولكنها أدت إلى إصابته بجراح ليست خطيرة، ولكن سلطات الاحتلال لم تهدأ، وقصفته الطائرات أثناء خروجه من صلاة الفجر من مسجد المجمع الإسلامي بغزة فجر يوم الاثنين 1 صفر 1425هـ والموافق 22 مارس 2004م.

ورغم اختلاف موقف الشيخ ياسين عن الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، إلا أن الأخير توفي أيضا بسبب تفجير في مسجد.

البوطي -الذي كان رئيسا لاتحاد علماء بلاد الشام- كان قريبًا من النظام السوري منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، ووقف ضد الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقها، ورفض الحراك الشعبي، وانتقد المحتجين ودعاهم إلى عدم الانقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا.

آراء البوطي كان يقابل بغضب شديد من المعارضين للنظام السوري، وأثناء محاضرة كان يلقيها في مسجد الإيمان وسط العاصمة السورية دمشق، توفي هو وحفيده و42 آخرين من الحضور، ولكن لم يعرف من هم الجناة بالتحديد.

اغتيال البنا

أما حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، التي تبلورت فكرتها فى رأسه وهو طالب بدار العلوم، حيث فكر في إنشاء جمعية أو جماعة دينية، وبالفعل تعاهد مع ستة من الشباب على تأسيس جماعة الإخوان فى الإسماعيلية، وحين أعلن النقراشى باشا، رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت، فى مساء الأربعاء ٨ ديسمبر ١٩٤٨ قراره بحل الجماعة ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وبدأت حملة الاعتقالات والمصادرات فتم اغتيال النقراشى باشا.

وفى الساعة الثامنة من مساء السبت فى مثل هذا اليوم ١٢ فبراير ١٩٤٩ كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين، وتم اغتياله.

 

 

عماد عفت - البوطي - احمد ياسين
عماد عفت و البوطي و احمد ياسين