مالك مقهى «بعرة» لـGololy: هنا تاريخ السينما.. وهذا الفنان صاحب أعلى «بقشيش»
«بعرة» هو اسم الدلع للحاج محمد زناتي الصعيدي الذي أنشأ منذ ما يقرب من 80 عاما مقهى في أحد شوارع «وسط البلد» بجوار مكاتب الإنتاج الفني، وأصبح بعد ذلك ملتقى للفنانين الكبار وصناع السينما، حيث كانوا يتجمعون هناك حينما يكون هناك «أوردر» تصوير خارجي.
اسم الدلع الغريب كان أطلقه الفنان رشدي أباظة على الحاج الصعيدي الذي كان يتميز بضخامته وعرض صدره، وكان يعرف باسم بعرور، ولكن لتخفيف الاسم اقترح أباظة أن يطلق عليه بعرة.
هذه المعلومة الطريفة كشفها طارق بعرة –وريث المقهى الشهير- والذي قال لـGololy: «المقهى مسجل باسم نادي الكورسال لفناني السينما، ولكنه اشتهر باسم «بعرة»، بين الفنانين ورثته عن أبي رحمه الله، وكان المقهى يجلس عليه خيرة الفنانين، بل وشهد مولد عدد من نجوم الفن الراحلين ومشاهير أهل الفن الحاليين مثل أنور وجدي وتوفيق الدقن ويوسف شعبان وعادل امام ومحمد هنيدي ومحمود حميدة ممن بدأوا حياتهم الفنية بالجلوس في «بعرة».
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] طارق بعرة[/caption]
أما أكثر الفنانين البارزين الذين حرصوا على الجلوس في هذا المقهى فهما رشدي أباظة وستيفان روستي، حيث كان الاثنين يسكنان بالجوار، يقول طارق: «العلاقة كانت وطيدة بين روستي وأباظة، وكانا دائما ما يأتيان إلى المقهى للعب الطاولة، وفي أحد الأيام تعب ستيفان روستي فجأة، وتم نقله إلى منزله على الفور، وسط قلق شديد من صديقه المقرب».
يضيف طارق: «كل الممثلين عامة كانوا روادا للمقهى، بحكم موقها، حيث كانت شركات الإنتاج الكبيرة ومكاتب الريجسير مثل والي السيد وعلي وجدي وتركي الهواري، كل هؤلاء كانت لهم مكاتب حولنا، وبحكم أننا قريبون من الوسط الفني وتجمعات الفنانين. كان أي «أوردر» للتصوير الخارجي يعني تجمعهم هنا، فهذا المكان هو الأشهر بالنسبة لهم».
ارتباط الفنانين بالمقهى استمر من جيل الفنانين القدامى حتى جيل الفنان أحمد زكي ونور الشريف، كما يؤكد طارق بعرة الذي يقول: «لم يكن مسموحا في هذا الوقت للكومبارس بالجلوس هنا، ولكن حينما أهملنا المقهى لجأ إليها الكومبارس، وابتعد عنها الفنانون الكبار شيئا فشيئا، والآن لا نعرف عن الجيل الجديد شيئا».
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] طارق بعرة[/caption]
ويفضل طارق أن يطلق على «بعرة» اسم مقهى صناع السينما، ويبرر ذلك بقوله: «لم يكن النجوم وحدهم هم من يجلسون هنا، ولكن جلس عليها الماكيير والريجسير وفنيو الكهرباء والمصورون وكل من له علاقة بصناعة السينما، بل إن أفلاما كثيرة تم تصويرها هنا، خاصة للأفلام التي أخرجها علي عبد الخالق».
أما أعلى «بقشيش» حصل عليه عمال المقهى فكان من الفنان محمد سعد، أثناء الاحتفال بافتتاح فيلم "الليمبي"، جاء وقتها جلس مع الناس وأعطاهم بقشيشا كبيرا، ولكن طارق رفض أن يذكر المبلغ بالتحديد.