لأول مرة.. حسني مبارك يكشف تفاصيل ما جرى ليلة التنحي في لقائه مع حسن يوسف
لأول مرة يتحدث فيها الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك عن تفاصيل ما جرى ليلة إعلان تخليه عن السلطة في يوم 11 فبراير عام 2011 إثر ثورة الخامس والعشرين من يناير من العام نفسه.
طبقا لما ذكره الفنان حسن يوسف الذي زار مبارك في مستشفى المعادي العسكري بمناسبة عيد ميلاده روى الأخير تفاصيل هذه الليلة في معرض إجابته عن سؤال حسن يوسف: لماذا تنحيت؟
مبارك أجاب يوسف قائلاً: لم يكن أمامي مفر من التنحي بعد أن أبلغني عمر سليمان نائب الرئيس في ذلك الوقت أن الإخوان سيطروا على الشارع وتمكنوا من ميدان التحرير، ولديهم فرق مسلحة وجاهزة لقتل الثوار في الميدان لو قرر هؤلاء الشباب فض الاعتصامات والتظاهرات، بعد أن لبيت لهم كل طلباتهم من إقالة الحكومة وحل مجلسي الشعب والشوري.
الرئيس الأسبق أضاف طبقا ليوسف: خروج هؤلاء الشباب من الميدان يعني نهاية الثورة واستمرار النظام، وهو ما لم يكن يريده الإخوان، وفي يوم 11 فبراير اتصل بي عمر سليمان وكنت وقتها في شرم الشيخ وقال لي إن الإخوان تمكنوا بالفعل من الميدان وسيقتلون الثوار ويلقون المسؤولية على الجيش والنظام وسألني ما الحل؟ فقلت له لابد أن أتنحى وأبلغته بأنني اتخذت قراري حقنا لدماء هؤلاء الشباب، وحتى نفوت الفرصة على الإخوان.
مبارك قال إن سليمان رد عليه: هذا قرار متسرع، فأصر مبارك وقال لسليمان بحسم اذهب الآن وفوراً إلى وحدة البث المباشر وألق بيان التنحي، ولا تنتظر حتى تذهب لمبنى ماسبيرو، فالوقت لا يحتمل أن تراق قطرة دم واحدة, وكان لدي معلومات بما يعتزم الإخوان فعله من جرائم قتل وحرق وجر البلاد لحرب أهلية، وسحب الجيش لمواجهة مع المتظاهرين بما يؤدي لكارثة لا يعلم إلا الله مداها».
مبارك تابع: «عرض علي عمر سليمان بيان التنحي، ورغم أنني في الليلة السابقة فوضته بالقيام بمهام رئيس الجمهورية إلا أن الحالة التي كان عليها ميدان التحرير في يوم 11 فبراير تستدعي تصرفا آخر، فالإخوان أعدوا خطتهم وهي نفس خطة وسيناريو رابعة، وتشمل العنف والدم والقتل لمن يجرؤ من الشباب على الخروج من الميدان، فالهدف هو إطالة أمد الأزمة وجر الجيش لمواجهة مع الشعب لاستنزافه فطلبت من عمر سليمان تغيير البيان وتكليف القوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد فنحن في حالة حرب حقيقية، وفي حالة الحرب يكون القرار للجيش».
الرئيس الأسبق أضاف كما يقول الفنان حسن يوسف: «بعد التنحي جلست مع أسرتي في شرم الشيخ حتى جاء قرار إحالتي للمحاكمة، بتهمة قتل المتظاهرين وقبلت المحاكمة ورفضت أن أخرج من مصر ففيها ولدت وعليها تربيت وقاتلت الأعداء من أجلها، وليس حسني مبارك من يهرب، فقد كنت واثقا من براءتي والحمد لله أنصفتني شهادات قادة المجلس العسكري وقادة الشرطة أمام المحكمة ونفت عني تهمة إعطاء الأمر بقتل الثوار».