حسني مبارك يعترف بأخطاءه ويؤكد: والله العظيم ما كان فيه «توريث»
اعترف الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بأن فترة حكمة التي امتدت لـ30 عاماً شهدت بعض الأخطاء، مبرراً ذلك بأنه بشر يصيب ويخطيء؛ لكنه في الوقت نفسه نفى تماماً ما يقال عن أنه كان ينوي توريث السلطة لنجله «جمال».
مبارك قال في حديث صحفي لـ«الوطن» المصرية: «والله العظيم ما كان فيه حاجة من دى خالص.. إزاى حد يفكر إنى كنت ناوى أورّث الرئاسة لابنى.. ده أنا كنت ناوى ما أرشحش نفسى للرئاسة بعد كده.. كنت تعبت خلاص وعايز أرتاح.. ثم إن «جمال» ابنى كان له دور محدد فى الحزب الوطنى.. يعنى لا رئاسة ولا دياوله.. وأنا نفيت الكلام ده كتير.. وما حدش صدّق.. وكمان هى مصر «عزبة» علشان أورّثها لابنى؟!.. ومين كان هيقبل التخريف ده.. أنا نفسى ما أقبلش».
وأضاف :«قلت ده أكتر من مرة لكل القيادات فى الدولة، ومنهم اللواء عمر سليمان يرحمه الله، والمشير طنطاوى، وصفوت الشريف.. كنت أضحك عندما تأتينى تقارير عن الكلام حول «التوريث» وأقول لهم انتم تعرفوننى جيداً.. أنا راجل عسكرى وجدّ.. مش بتاع لف ولا دوران.. إزاى أفكر إنى أحط ابنى فى مشكلة كبيرة.. وإزاى أختم حياتى ومشوارى الطويل فى خدمة البلد بمصيبة وكارثة.. أيوه كارثة إنى أكون رئيس جمهورية فى دولة كبيرة، وأعملها «ملكية» بالتوريث.. طيب التاريخ هيقول عنى إيه بعد كده.. والشعب المصرى إزاى هيقبل ده.. وأنا قلت كتير إن مصر مش سوريا.. وإن ده مستحيل يحصل».
[caption id="" align="aligncenter" width="590"] أنصار مبارك يتظاهرون احتجاجاً على محاكمته[/caption]
«مبارك» الذي ظل على سدة الحكم 30 عاماً اعترف بأن فترة حكمه كان بها أخطاء؛ حيث قال: «والله أنا بشر أصيب وأخطئ، وفى السياسة هذا وارد فى العالم كله.. أنا كنت رئيساً ثلاثين سنة، وطبيعى أن أفعل أشياء جيدة، وأخرى يراها البعض خطأ، ولكن لازم نعرف أن فيه حاجات ومعلومات وملفات كثيرة لا يعلمها إلا رئيس الجمهورية بحكم موقعه، وحين يتخذ القرار المناسب من وجهة نظره فى أمر ما، وبناءً على المعلومات المعقدة التى لديه، ينتقده الكثيرون، لأنهم لا يعرفون التفاصيل والمعلومات التى تحكم هذا القرار، بس فى الآخر أكيد أخطأت فى أمور ما.. ومين فينا مش بيغلط.. بس أنا ربنا يعلم أننى لم أخُن بلدى فى أى لحظة.. حاربت من أجلها، وضحيت بحياتى الشخصية والأسرية، وأكيد فيه ناس شايفة إنى كان لازم أعمل أحسن من كده، ماشى، بس ده اجتهاد.. بس قتل ماقتلتش»!
ويحاكم مبارك في قضية قتل متظاهري ثورة 25 يناير مع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه بالاضافة إلى نجلي مبارك ورجل الاعمال الهارب حسين سالم.
«الرئيس الأسبق» البالغ من العمر 86 عاما كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد العام الماضي في القضية نفسها لكن محكمة النقض قررت اعادة محاكمته.
«مبارك» يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات في قضية أدين فيها بتبديد المال العام فيما يعرف بقضية "القصور الرئاسية" فيها يقضى نجلاه عقوبة السجن اربع سنوات في نفس القضية بسجن طره جنوب شرق القاهرة.