رسالة ريحانة جباري الأخيرة قبل إعدامها
أثار خبر إعدام الإيرانية ريحانة جباري، ضجة واسعة في العالم أجمع، فرغم كل المحاولات الدولية لإنقاذها من قبل منظمات حقوق الإنسان، إلا أنها اقتيدت إلى حبل المشنقة صباح يوم السبت الماضي وهي لم يتجاوز عمرها 26 عامًا.
ريحانة التي سبقت الجميع في التنبؤ بإعدامها، قامت بتسجيل وصيتها إلى والدتها في شهر إبريل الماضي، والتي قالت فيها: «سمح العالم لي أن أعيش لمدة 19 عامًا، وكانت تلك الليلة المشئومة هي التي كان يجب أن أقتل فيها، و كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة ستستدعيك إلى مكتب الطبيب الشرعي للتعرف إلى جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضًا أنني تعرضت للاغتصاب، ولن يتم إلقاء القبض على القاتل، لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم».
وأضافت: «هذا البلد الذي زرعت حبه في داخلي لم يكن يريدني أبدًا، ولا أحد دعمني عندما كنت تحت ضربات المحقق أبكي وأسمع أكثر المصطلحات إهانة، وعندما نزعت عن نفسي علامة الجمال الأخيرة، وحلقت شعري، كوفئت بـ11 يومًا في الحبس الانفرادي».
وتابعت: «أمي العزيزة لا أريد أن أتعفَّن تحت الثرى لا أريد لعينيَّ أو لقلبي الشاب أن يتحوَّل إلى تراب، توسَّلي لهم ليعطوا قلبي، وكليتي، وعيني، وعظمي، وكل ما يمكن زرعه في جسدٍ آخر، هديةً إلى شخصٍ يحتاج إليهم بمجرد إعدامي، لا أريدُ لهذا الشخص أن يعرف اسمي، أو يشتري لي باقة من الزهور، ولا حتى أن يدعو لي، أقول لكِ من أعماق قلبي أني لا أريد أن أوضع في قبر تزورينه، وتبكين عنده، وتعانين، لا أريدكِ أن تلبسي ثوب الحداد الأسود، ابذلي ما في وسعكِ لتنسي أيامي الصعبة، اتركيني لتبعثرني الريح».
واختتمت ريحانة وصيتها قائلة: «أنا الآن أستسلم وأقابل الموت بصدرٍ رحب، أمام محكمة الله سأوجه الاتهام إلى المفتشين، سأوجه الاتهام إلى المفتش «شاملو»، سأوجه الاتهام إلى القاضي، وإلى قضاة المحكمة العليا الذين ضربوني بشدة، ولم يتورَّعوا عن التحرش بي، أمام الخالق سأوجه الاتهام إلى الطبيب «فروندي»، سأوجه الاتهام إلى قاسم شعباني وإلى كل من ظلمني أو انتهك حقوقي، ولم يفطن إلى أن الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو».
يذكر أن ريحانة تم إلقاء القبض عليها وهي ابنة 19 عامًا بعد قتلها ضابط في المخابرات الإيرانية حاول الاعتداء عليها جنسيًا، وظلت في الحبس الانفرادي 7 سنوات، ذاقت فيهم أشد ألوان التعذيب والإهانة، وانتهى الأمر بإعدامها وقد أثار هذا القرار غضب العلم أجمع.