فريدة الشوباشي لـGololy: السلفيون سبب الهوس الجنسي.. ومكانة المرأة في إظهار جسدها
الكاتبة الصحفية والناشطة السياسية فريدة الشوباشي غالبا ما تتسبب آرائها في عاصفة من الجدل، وغالبا ما يكون محمولا بعبارات النقد والهجوم عليها، وكان آخر معركة ضدها بسبب تصريحاتها حول دعاء السفر.
فريدة الشوباشي تتحدث في حوارها مع Gololy حول بعض تلك القضايا التي ثارت حولها الجدل، كما تحدث عن رأيها فيما قيل عن تدبير جماعة الإخوان المسلمين لحوادث التحرش، وأسباب كتابتها لـ"العالم في عربة مترو"، وهل هو تكريس لما مرت به مصر في السنوات الأربع الأخيرة، أم لا؟ وغيرها من الموضوعات الساخنة.
بداية: ما علاقة الفقر والجهل بترعرع الإرهاب وتنامي الفكر الهدام والقتل؟
هناك علاقة جوهرية وعضوية بينهما، وعندما قال أحد الولاة على أحد الامصار الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "سأحصن حدود الإمارة ضد هجمات الأعداء بأحد الأسوار العالية، رد عليه عمر، وقال له "حصنها بالعدل"، وأعتقد أنه بإقرار مبدأ العدالة الاجتماعية والعمل بمقتضى العدل في توزيع الثروات العامة بين المواطنين، وهي التي يتطلع لها الجميع حكاما ومحكومين سيكون هناك توازن فكري وسيختفي الفكر الهدام وللأسف الشديد يعمد الكثير من الحكام العرب إلى استمالة الغرب والقوى الاستعمارية بإعطائهم ثروات الشعوب ليساعدوهم بالبقاء على عروشهم وكراسيهم في حين يلقون بالفتات إلى المواطن الكادح وهذا سبب ظهور الفكر المنحرف وسبب ظهور "داعش" وجبهة النصرة واشتعال الحروب الداخلية في اليمن وليبيا وغيرها، لاختفاء العدل الاجتماعي.
أين تكمن أكبر مشاكل الشعوب العربية؟
يجب ترشيد الثروات العربية ومتمسكة بحكمة قالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عندما قال "من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره"، والحكام العرب واهمون باسترضائهم أمريكا مقابل ثروات الشعوب فغداً سترميهم أمريكا وتستبدل غيرهم وليس من الطبيعي أن ننجب الاطفال ونلقي بهم للشوارع والطرقات.
قضية المرأة من أكثر القضايا التي تشغلك.. ما توقعاتك لمكانة المرأة في المرحلة المقبلة؟
أعتقد أن مكانة المرأة هي التي تصنعها بمواقفها وفكرها واحترامها لذاتها وإدراكها لمكانتها وتقديرها لدورها الحقيقي دون أن تنتقص هي من شأن نفسها، وإلا فكيف تطلب من غيرها أن يحترمها وهي ترى نفسها أقل من مكانها وحجمها الحقيقي في الدولة والمجتمع.
وهناك هجمة شرسة تتستر برداء الدين للسيطرة على الوطن العربي ومقدراته بما فيهم النساء، وبعض السيدات ترى في نفسها عورة ومخلوق ناقص عقل ودين؟!، وكيف يكون للمرأة مكانة في ظل أن الكثير من السيدات يخبئون أجسادهم بتلال الملابس باعتبارها عورة، وكائن منقوص حتى أنها تضع على يديها "جوانتي" ولو مسها أحد فهذا في رأيها رجس من عمل الشيطان يجب تجنبه.
والواضح أنه عندما تسترد المرأة مكانتها الطبيعية وإيمانها بدورها كطبيبة ومهندسة وعالمة وقاضية مثل العظيمة المستشارة تهاني الجبالي وتعمل المرأة على طرد الولاية المفروضة عليها من المتخلفين ومن يسوقونها باسم الدين، ويحجر على عقلها من بعض الأميين الجهلاء المتسترين بالإسلام وهو من براء سيكون للمرأة مكانتها الطبيعية المفترض ان تكون فيها وعليها.
ولكن تلك التصريحات قد تغضب الكثيرين من علماء الدين؟
السلفيون وبعض الشيوخ ليسوا علماء الدين، فالمرأة ليست مكانها الطبيعي البيت ورعاية الأولاد فقط كما يعتقد غلاة الدين والمعقدين، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه وأزاح عن كاهله القيود التي توفر له التفكير السليم ليكون سيد قراره ليكون الجزاء من جنس العمل ولن يحاسب أحد عن أحد و"كل نفس بما كسبت رهينة"، وخلق الله للإنسان بغض النظر عن كونه أنثى او ذكر متساوون في الحقوق والواجبات، ونرى أن الكبار والشيوخ أنفسهم عندما يسافرون للخارج بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يجلسون مع سيدات مع مادلين أولبرايت وأن باترسون ماري هارف وغيرهم أليسوا هؤلاء نساء كنسائنا أم انهم يزيدون عننا؟ بالطبع لا، ومن لا يدرك جيدا ان المرأة هي السيدة التي انجبته ورعته وجعلته رجلا وأنها هي زوجته وأخته وعمته وخالته وزميلته في الدراسة والعمل فالعورة في تفكيره هو آنذاك.
وماذا عن فكر الإخوان؟
الإخوان بلا شك هم رأس الفتنة نفسها، بدليل أنهم احتكروا الإسلام في صورتهم هم وفقط وككل التيارات المتشددة والراديكالية الفكر يعتقدون أنهم الصواب وما دونهم خطأ ولا يسمحون بالاختلاف في الفكر والمنطق في التكفير، بل يتبنون السمع والطاعة العمياء دون تفكير وهذا من اسباب التراجع والتهدم الفكري الذي تعانيه المجتمعات والبلدان العربية، كما أنهم يعتبرون باقي البشر "كفار قريش"، ويرون أن الإسلام نزل مع حسن البنا ولكن الحقيقة أن الإسلام نزل قبل حسن البنا بـ1400 سنة، لأنه دين عقيدة ودين سماوي ومن منطلق تفكيرهم هذا بدأ التمزيق للحاء الأمة الإسلامية والعربية الذي نعانيه الآن، وهذا ما يريده العدو الصهيو أمريكي مننا، وأخيرا ابتلي الوطن العربي بمصيبة الشيعة والسنة، والآن أصبحنا نشاهد الخواجة باراك حسين أوباما وهو يرتدي عباءة إمام السنة ويقود الحرب المقدسة على الشيعة، وهذا يبشرنا أن إسرائيل ستنام وتشبع نوم إلى جوار العرب بعد دخولهم في دوامات الصراع الفكري العرقي والمذهبي لأربعة قرون او يزيد بعدما اشتعلت نيران التمزيق في جسد الأمة العربية والإسلامية.
كثيرون حمّلوا الجماعة مسؤولية حوادث التحرش الأخيرة.. هل هذا رأيك أيضا أم ترين هذه الحوادث لا تزيد عن أمراض اجتماعية وليس لها علاقة بالسياسة؟
هذه الأمراض الخلقية والفكرية لدى شبابنا كانت غير موجودة في السبعينات والستينات وفترات ما بعدها وفي شبابنا كنا نرتدي الملابس الـ"كت وميني جيب" ولم يكن هناك أحد يسمع عن حوادث تحرش أو اغتصاب واحدة، ولم نسمع بهذه الأوبئة الاجتماعية الخلقية إلا بمجيء الاخوان والسلفيين وأشباههم، وأتمنى ان أستمع الى شيخ واحد منهم كما يسمونه في مرة من المرات يحض الشعب او العامة على احترام قيم العمل والمواطنة واحترام الاخر والوطنية، ولكن تنصب كل أرائهم وفتاويهم إن جاز أن نسميها فتاوي على تحريم أيدي المرأة والراقصات وملابس الفتيات والنكاح حتى تسببوا في هوس الشباب وجننوهم بالجنس وجعلوا نظرة الشباب للمراة والبنات تتلخص في كونها وعاء جنسي لتفريغ الشهوة فيه، حتى أن الاغتصاب أو التحرش لم يعد يفرق بين الفتيات التي ترتدي نقاب أو إسدال أو حجاب من التي تلبس المايوه أو الكت.
ما الأسباب التي دعتك لكتابة "العالم في عربة مترو"؟
كنت في إحدى سفرياتي لفرنسا مستقلة إحدى عربات المترو بباريس وشاهدت في عربة لا تتجاوز مساحتها الـ 25 متر مربع جنسيات مختلفة إلى جوار بعضها البعض الأسيوي مع الافريقي والأوروبي والعربي كلهم يتحدثون الى بعضهم ويضحكون ويتناقشون، وهو ما يدلل على كم التحضر والرقي الفكري الذي وصل اليه هؤلاء البشر في حين يتفرغ العرب من المحيط الاطلنطي الى الخليج العربي للقتل والتناحر والتقاتل وتكفير بعضنا البعض.
وهل هو تكريس لما مرت به مصر في السنوات الأربع الأخيرة أم لا؟
نعم بكل تأكيد، وكتاب "العالم في عربة مترو"، خصصت منه جزء اسمه "تكبير"، وهو يتعرض لأعمال الذبح وإلقاء البشر من فوق الأسطح وان نقرن كل فعل لا إنساني بالتكبير وهو ما جعلني لا أصدق ان يكون هذا هو الإسلام ودا أكبر دليل على ان الاسلام مش داعش ولا الجيش الحر ولا هؤلاء المتطرفين والمشوهين للدين بأفعالهم قبل أفكارهم.
ما أسباب إعلان الحرب عليك بسبب تصريحاتك عن السخرية من دعاء السفر؟
لم أسخر من دعاء السفر، وقلت أنني مندهشة من أننا لا نستخدم الدعاء المناسب في الوقت المناسب للسفر، فعندما أكون مسافرة من القاهرة الى الغردقة أو سفاجا أو الجونة وهي مدة سفر لا تتعدي الساعة، أرى ان المناسب للقول "ربنا يوصلنا بالسلامة" "ثم أنني حرة في استخدام الدعاء الذي يناسبني مش اللي أصحاب الذقون والعقول المريضة عايزينه"، وعندما اسافر فرنسا واكون في طيارة وتقدم لي خدمة 5 نجوم لا أري انه من المناسب القول "اللهم هون علينا سفرنا هذا" لانه لا يناسب السفر، وكل ما الامر ان الإخوان أصبحوا كذابين ومنافقين اضافة إلى وقاحتهم، والفترة الماضية نلت منهم شتائم ووقاحات وبذاءات لا ترد على لسان أرباب الشوارع فكيف لمن يسمون انفسهم إخوان ومسلمين، ولكني لم اعد اهتم بما يقولون عني، خاصة ان الاسلام دين محبة وسماحة ويقول الله عز وجل "وجادلهم بالتي هي احسن" وهم يفعلون العكس دوما واعدى أعداء الأمة الاسلامية والعربية لن يفعل أكثر مما يفعله المتشددون والمنحرفون فكريا من الاخوان وداعش واذيالهم.
كيف يكون مواجهة فكر وأفعال المنحرفين فكريا؟
التصدي لهم يكون بالثقة في انفسنا وأننا على الهدي الصحيح من الدين وليس الالتفات الى ما يقولون أو أتباعه فدين الاسلام جوهر وليس مظهر وهم لا يملكون من الله ولاية على أفعال العباد فكل انسان مسئول عن أفعاله ولا يجوز لهم التدخل بين العبد وربه الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولم يعد مقبولا في هذه الايام انتشار موجات التكفير والإلحاد دون تفكير، فكم رميت بالكفر والإلحاد وأخرجوني من الملة مرارا وتكرارا، والعجيب انهم لا ينظرون لأفعالهم وأقوالهم، وأتعجب من فتوى لياسر برهامي يطالب فيها الزوج بترك زوجته لمغتصبيها إذا كان هذا فيه نجاة لحياته من القتل على أيديهم، وأين الشجاعة والرجولة والنخوة العربية يا شيخ يا مسلم من هذا الفكر الذي يدعو لنشر الرذيلة وانتهاك الحرمات الخاصة وهذه ليست قيم اسلامية وهناك تشويه للدين وقيمه.
ما سر ارتباطك بأفكار جمال عبد الناصر إلى اليوم وهل هناك من يستطيع أن يحيي الناصرية الان؟
نأمل في الرئيس عبد الفتاح السيسي خيرا فهو تلميذ نجيب لجمال عبد الناصر، وكنت اعتز كثيرا بمقولة الراحل الفنان العبقري أحمد زكي عني انني فريدة عبد الناصر، لأن جمال عبد الناصر برأيي هو عمر بن الخطاب العصر الحديث، كون ناصر كان مؤمنا بمبدأ العدل بين الطبقات في توزيع الثروات والتساوي في الحقوق والواجبات والسعي لإقامة العدالة الاجتماعية وتبني العدل بين الاقطاعيين والفلاحين وجعل للفقير قيمة ووزن وسمح بسياساته لأولاد الفقراء أن يكونوا لجوار ابناء الاغنياء في ظل تساوي الفرص والإمكانيات التي تجعل لجهد الانسان وعرقه الفيصل في المستقبل وهو ما جعله حبيب الملايين عن حب وليس عن منه او أموال وعلى العكس وجدنا أصحاب رداء الدين من كانوا يكسبون أصوات الناس بزجاجات الزيت وكراتين التموين.